تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > يوسف القعيد > معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ 54

معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ 54

يفتتح غدا الثلاثاء معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والخمسين تحت شعار: «على اسم مصر معا نقرأ، نفكر، نبدع». واختير شاعر العامية المصرى الكبير صلاح جاهين شخصية المعرض، وكاتب الأطفال المهم، ومؤسس أدب الأطفال: كامل كيلانى شخصية معرض كُتب الأطفال. فإن دورة هذا العام ضيف شرفها دولة الأردن الشقيق. والمعرض يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويفتتحه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة. والدكتور أحمد بهى الدين رئيس هيئة الكتاب والمسئول عن المعرض.

 

ويعتبر المعرض عيدا للكتاب والقراءة التى تتراجع من حياتنا بسبب الإنترنت التى سرقت من الكتاب قُرَّاءه الشُبان والصغار. ربما يجدون فيما يبحثون عنه بديلا للكتاب. مع أنه لا بديل للكتاب. فهو أحد شروط الحياة بالنسبة لى. وأتمنى أن يكون موجودا للآخرين.

ومن باب الإطلال على الذكريات القديمة أحاول التقليب فى تاريخ المعرض الذى يُعد الأول عربيا وربما يحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم الثالث، وقد يُنافس أهم معارض الدنيا فى الجدارة والإنجاز.

يقول تاريخ الكتاب فى الوطن العربى إن معرض القاهرة الدولى افتُتِحَ لأول مرة فى مقر دار الأوبرا الحالية، ولم تكن مبانيها قد أُقيمت واستُكملت. وكان ذلك عام 1969 وفكرة إقامة معرض للكتاب فى مصر ليست جديدة وليس بدايتها هذا التاريخ، فتمتلك مصر تاريخا طويلا مع الكتاب. بدأته بإقامة معارض صغيرة للكتب فى مناسبات عديدة خاصة المناسبات الإسلامية. فقد امتلأت الأسوار على مر التاريخ بعروض للكتب بجميع المدن. حتى قامت الثورة وكما يحكى سامى شرف مدير مكتب الرئيس عبد الناصر أن هناك اقتراحا قُدِّمَ إلى الرئيس بإقامة معرض للكتاب عام 1967، وعرض عبد الناصر بدوره الاقتراح على الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة، الذى تحمس كثيرا للفكرة ومعه الدكتورة سهير القلماوى رئيس هيئة الكتاب. إلا أن وقوع نكسة 1967 عمل على تأخير تنفيذ الفكرة.

إلا أن الأمر ظل فى قلب وعقل الدكتور ثروت عكاشة وبدأ تنفيذ الفكرة بعدها بعامين وأقيم أول معرض دولى للكتاب عام 1969 وحمل اسم «القاهرة» تزامنا مع الاحتفال بألفية القاهرة. وترأسته الدكتورة سهير القلماوى التى كانت تشغل رئيس الهيئة المصرية للكتاب، ونظرا لنجاح الدورة الأولى للمعرض منح الرئيس جمال عبد الناصر الدكتورة سهير القلماوى جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لدورها فى إنجاح المعرض.

وشارك فى هذا المعرض بدورته الأولى 28 ناشرا عربيا و100 ناشر أجنبى احتلوا 2000 متر مربع، سددوا 20 ألف جنيه إيجارا للأجنحة وكان سعر تأجير المتر 20 جنيها وكانت الندوة الرئيسية للمعرض الأول حول مشكلات الناشرين فى لبنان وأدارها المثقف العربى الدكتور ناصر الدين الأسد. فى هذا المعرض أعلنت إسرائيل المحتلة مقاطعتها أى ناشر يشارك فى المعرض المصرى للكتاب، ورغم ذلك حضر الناشرون المتعاقد معهم إلى المعرض وكان ذلك انتصارا لمصر. فخرج المعرض تحت شعار: افتتاح أول معرض للكتاب فى الشرق الأوسط بعد أن نجحنا فى شل يد الصهيونية العالمية لمنع إقامته.

وأقيم معرض الكتاب فى دورته الأولى بأرض المعارض الدولية بالجزيرة مكان دار الأوبرا المصرية حاليا. ثم انتقل عام 1984 إلى أرض المعارض الدولية بمدينة نصر. وفى عام 2019 انتقل إلى التجمع الأول عند محور المشير طنطاوى. ومعرض القاهرة الدولى للكتاب أقيم بمبادرة مصرية ودعم من الأشقاء العرب. فكروا فى مشروع ثقافى فكرى يعبرون من خلاله عن تضامنهم مع مصر فى مواجهة العدوان الصهيونى. وعقدت دورته الأولى، التى قالت للعدو وللدنيا إن مصر صامدة. وأن كل شبر من أرض الوطن ناله دنس الاحتلال لا بد أن يتحرر.

هذا المعرض يكمل 54 عاما من عمره. ويعد أقدم مشروع ثقافى فى مصر والوطن العربى والأمة الإسلامية والعالم الثالث، وربما العالم. ولذلك فإن الوقوف معه والحرص على إقامته مسألة مهمة لأنه يحمل للدنيا رسالة مصر الناعمة. رسالة الحضارة وبناء الحياة والحب والسلام. وهى الرسالة التى عُرِفَتْ بها مصر منذ الأبد وحتى الأزل.

أكتب هذا الكلام الآن؟ بمناسبة إقامة المعرض. حيث تُنشأ حديقة بها ملايين الكتب تحمل أفكارا نحن فى أمس الحاجة إليها. فإن كنا نحارب التطرف والإرهاب. وإن كان مصير مصر سيتحدد بنتيجة هذه المعركة. فإن المعرض رسالة مهمة للعقل المصرى والعربى تساعده على مواجهة قوى الظلام.

والانتصار عليها فى نهاية الأمر. لا يمكن إنكار أن جمال عبد الناصر قاد الوطن العربى والأمة الإسلامية. بل والعالم الثالث بالكتاب والمجلة والجريدة والاسطوانة والفيلم السينمائى والعرض المسرحى ولوحة الفن التشكيلى. إن هذا الخيال المصرى هو الذى جعل من مصر مصر. وهو القادر على أن يوفر لها الاستمرار والفعالية فى عالم تغير كل ما فيه.

وما يجعلنى أكتب هذا الكلام ولدى إحساس بالاطمئنان للاهتمام بصناعة الكتاب. وأن رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى يراهن على تجديد الخطاب الثقافى، وتجديد الخطاب الدينى، واستعادة اسم مصر ودورها وإعادة الاعتبار لمصر. هذا العام يُعقد المعرض والكتاب يعانى مشكلتين أساسيتين: أسعار الورق التى وصلت لأرقام فلكية، وتكاليف الطباعة التى تزداد كل يوم. وهذا جعل سعر الكتاب طاردا للقارئ بدلا من أن يجذبه لاقتناء الكتاب. فهل نجدُ حلا للمشكلتين الأزليتين التى يعانيهما الكتاب العربى؟!.

ومن التسهيل للقارئ قرر محافظ القاهرة تشغيل خطوط أتوبيس تنقل زوار المعرض من أحياء المحروسة إليه. والسكك الحديدية تحصل على نصف أجرة لزوار المعرض.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية