تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > يسري السيد > حتى الأضحية بقت "أون لاين!! "

حتى الأضحية بقت "أون لاين!! "

لم يشرع الله شعيره أوعباده الا ولها مغزاها .. والأضحيه لها مغزاها الدينى والاجتماعى والانسانى عندما شرعت ، ويأتى الفقه ليفسر ويوجه وعليه ان يواكب تطورات العصر
فى الماضى كانت الأضحيه  للأهل والجيران وفقراء الحى ، حتى وصل الأمر لزياده اعداد الأضحيه وبشكل كبير وخاصه مع الاعداد المتزايده من حجاج البيت  الحرام ، و لصعوبه الأمر وسبل المواجهه ، أصبح على كل حاج ان يوكل هيئه او شركه  بالذبح نيابه عنه بشراء صك الأضحيه ، لانه لا يعقل ان يقوم اكثر من 2 مليون حاج بالذبح بانفسهم فى مكان واحد ، لذلك تم توفير اماكن مناسبه لذبح هذه الملايين من الأضحيه  بعد سداد ثمنها من الصكوك التى اشتراها الحجاج ، وانشئت المجازر الكبرى ومصانع تغليف وتبريد هذه الكميات الضخمه حتى يتم توزيعها على فقراء المسلمين فى العديد من دول العالم  ، و يتكلف الأمرالكثير من الوقت والجهد ، واذا كان الأمر مناسبا للسعوديه فماذا عن بقيه الدول التى تزيد كميات لحوم أضحيتها عن حاجه الفقراء فيها ولا تملك مثل هذه المجازر الضخمه  وملحقاتها من ثلاجات ضخمه ومصانع لتقطيع وتغليف وتعبئه هذه اللحوم  بالاضافه الى فارق الأسعار بين وجود هذه الخراف فى موطنها عن أماكن تصديرها 
لذلك صدرت فتاوى هنا وهناك وعلى سبيل المثال فى الكويت تبيح جواز  قيام الجمعيات الخيريه بجمع قيمه الأضحيه نقدا من الراغبين والقيام بذبح الأضحية في بعض الدول الأفريقيه حيث الثمن هناك أرخص، واستخدام الفارق بين الثمنين للإنفاق على طلبة العلم الفقراء والأيتام ولنشر الدعوة الإسلامية ، وينطبق الأمر فى  في بعض مناطق العالم التي تكثر فيها المجاعات لتوزيعها على المحتاجين من المسلمين هناك ..
يعنى جواز واباحة ذبح الأضحيه  فى بلد اخر ولو كان المضحي مقيما في بلد آخر  بعد الحصول على توكيل منه، لأن قيام المضحي نفسه بذبح أضحيته أو شهودها إنما على سبيل الاستحباب، وفي هذه الحالة  يرجح ترك الاستحباب لأداء واجب التكافل بين المسلمين، خاصة إذا كان المنتفعون من الأضاحي في حالة مجاعة وتعرض لأخطار شديدة
تتبعت الأمر فى الظاهره الجديده التى بدأت فى مصر فى السنوات الاخيره وأنتشرت هذا العام بعد قيام بعض الافراد وبعض  الجمعيات الخيريه بجمع  قيمه الأضحيه  نقدا من الراغبين  ، ثم توكيل اخرين للقيام بالذبح والاضحيه بالنيابه عنهم فى بعض الدول الافريقيه مثل تشاد ومالاوى .. الخ وبعض  بلاد شرق اسيا مثل اندونسيا ولم يكن سبب انتشار الظاهره فى مصر يرجع فقط لرغبه البعض القيام بالأضحيه  فى الخارج للفقراء خارج مصر وهو هدف انسانى نبيل ولكن السبب الحقيقى يعود الى ارتفاع اسعار الخراف  والابقار بشكل جنونى فى مصر.. هنا الخروف مثلا يصل ثمنه الى 15 الف جنيه والعجل البقرى الى 120 الف جنيه أو أكثر ، لذلك اصطدمت رغبة البعض من متوسطى الحال من اداء الشعيره الدينيه ومواجهة هذا الجنون السعرى وفى نفس الوقت حالهم على " قد الايد" واتجهوا الى هذا الحل
وظهرت بعض الجمعيات الخيريه وبعض الافراد ليتلقفوا حاجه الناس هنا، سواء كان لوجه الله خالصا أم  لمكسب ولا أتمنى ان يصلها حالات النصب !! ، وكانت الاسعار فى العام الماضى 1500 جنيه وهذا العام 2400 جنيه للخروف الواحد ، وبدأت العمليه فى الانتشار ، وسواء كان الأمر برمته لوجه الله ام دخلت جماعات المصالح فان الكل يستغل الوازع الدينى للخير و حتى ولو استفاد فلديهم منطقهم و " العاملون  عليها" !!
و تستمر العمليه بعد جمع النقود بارسالها للخارج ويتم الشراء ويتم تصوير فيديو لمن يقوم بعمليه الذبح هناك لكل عمليه ذبح و ومعه تسجيل صوتى بلغه عربيه مكسره تفيد الذبح باسم الله وعن فلان الفلانى ( اسم صاحب الأضحيه  ) ويتم ارسال الفيديو على ايميل صاحب الأضحيه
•يعنى حتى الأضحيه بقت "  أون لاين "!!
والسؤال هل يجوز ذلك وفى ظل ازدياد من يحتاجون للحوم الأضاحى فى مصر الآن ؟
نعم مصر تضحى من أجل الآخرين والبعد الانسانى غالب على سياستها الخارجيه ، وتستمد هذه السياسه من مشاعر المصريين لكن فى ظل ظروفنا الأقتصاديه وازمه الدولار وحاجه اهالينا انفسهم لمثل هذه الاضحيه  هل يجوز ذلك ؟!
- نعم قد يصح ذلك فى الدول ذات الكثافه السكانيه الضخمه أو الدول الغنيه أو اصحاب الوضعيه الخاصه بالحج لكن هل يجوز ذلك فى الدول ذات الكثافه السكانيه الضخمة من جهة ووجود الكثير ممن يحتاجون لهذه الأضحيه  فى ظل ارتفاع الاسعار والازمات الاقتصاديه التى يعانى منها الجميع من جهة واثر ذلك على الروابط الاجتماعيه وأواصر الود والرحمه   التى ترسخها عمليه الأضحيه من جهة ثانيه
• بدايه ما رأى الفقهاء الأربعه عن التضحية خارج البلد  ؟!
طبعا ظهر خلاف بين أهل العلم وهذا أمر وارد ومستحب  
فقال الحنفية: يكره نقلها كالزكاة من بلد إلى بلد ، إلا أن ينقلها إلى قرابته ، أو إلى قوم هم أحوج إليها من أهل بلده ، ولو نقل إلى غيرهم : أجزأه مع الكراهة.
وقال المالكية: ولا يجوز نقلها إلى مسافة قصر فأكثر، إلا أن يكون أهل ذلك الموضع أشد حاجة من أهل محل الوجوب، فيجب نقل الأكثر لهم، وتفرقة الأقل على أهله.
وقال الحنابلة والشافعية كالمالكية: يجوز نقلها لأقل من مسافة القصر، من البلد الذي فيه المال، ويحرم نقلها كالزكاة إلى مسافة القصر وتجزئه.." «
ومسافة القصر عند  أبو حنيفة 24 فرسخًا، و عند جمهور الفقهاء من المالكية  والشافعية  والحنابلة  16 فرسخًا، والفرسخ يساوي خمسة كيلو مترًا وأربعين مترًا
يعنى المتوسط حوالى 80 كيلو متر عند جمهور الفقهاء وهذه المسافه التى لا يجوز فيها اخراج الزكاه ابعد عنها الا اذا كانت للاهل او الاقارب !!
فى النهايه أعتقد ان الجار أولى بالشفعه كما يقول المثل الشعبى ، يعنى الفقراء والأهل عندنا هم الأولى ، والزياده نتوجه بها الى الفقراء خارج مصر ، وهذا لا يتم الا بحصار مافيا اللحوم فى مصر لانهم تسببوا بجشعهم فى خروج الخير من اهل الخير عندنا من متوسطى الدخل الى خارج مصر وهذا وزر لو تعلمون عظيم  !!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية