تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هوانم جاردن سيتى

عجيب أمر المشاهد، تأتيه بجديد الحكايات، فيراوغك هاربا إلى قديمها مع «ليالى الحلمية» و«المال والبنون». تمنحه أحدث ما جادت به تقنيات صياغة الصورة والصوت، فينصرف عنها طواعية إلى عالم «هوانم جادرن سيتى»، سائلا عن ضمير «أبلة حكمت» وجلباب عبدالغفور البرعى.

طبعا مخطط الهروب الرمضانى لا يشغل جيل «زد» او «ألفا»، الذين يستحقون تقصيا خاصا حول ما إذا كان الإنتاج الدرامى بملايينه وحبكاته تعنيهم من الأساس، أم لا؟ وحول أنماط ووسائط المشاهدة لديهم حاضرا؟ وما يمكن أن يجذبهم مستقبلا؟

المقصود بالإثم المشهود، هم أبناء السبعينيات ومن أتى بعدهم وقبلهم، والمفترض أنهم متوقعون بعادات المشاهدة لديهم والحبكات التى تجذبهم. لماذا، إذن، يتركون أغلب ما يعرض لمتابعة «ماسبيرو زمان» وأى وسيط أخر يعيد بث ما كان يعرف بـ «مسلسل الساعة 7» أو «حلقة وقت الفطار»؟.

زيادة جرعة القبح والمبالغة والتنميط فى بعض المسلسلات، مثلا؟ طبعا، من الأسباب. لكن الحقيقة أن المعروض هذا العام ضم بعض الأعمال التى تحمل جهدا وتقدم بدائل محببة. يكفى، مثلا، تفاصيل «إخواتى» وقصتها المحبوكة حتى آخر لحظة دون الوقوع فى معضلة قفزات الحلقة الأخيرة غير المنطقية، والتى عانتها بعض مسلسلات الـ«15 حلقة». يكفى ما جاء به من تفاصيل تكشف شغف صانعيه، لعبة «الفلاش باك» الدقيقة لحل اللغز، رقصات «نجلاء»، والأغانى الموظفة بـ «روقان». ويكفى، مثلا، رومانسية «محمد عزت» فى «قلبى ومفتاحه»، وشهامة واستقلال «فارس» فى «وتقابل حبيب»، اللذين انتصرا للرجل السوى المحب، الذى كاد يعتبر منقرضا أمام هيمنة النموذج «التوكسيك» المحتل لأغلب الأعمال الدرامية.

يكفى انتصار «ولاد الشمس» و«80 باكو» لفئات طال تهميشها وتنميطها دون مناقشة حقيقية لمشكلاتها وأحلامها، فجاءت «كادرات» وحوارات ورسم شخصيات، وكأنها معادل تليفزيونى مبهر لسينما محمد خان وعاطف الطيب.

لكن البعض يتوجهون نحو «هوانم جاردن سيتى» دون أن يديروا ظهورهم عن «إخواتى» أو بطلات «80 باكو». يتابعون رحلة الصعود الشريف لعبد الغفور، حبيب «فاطنة»، والانتصار الأكيد لقيمه ومنطقه، وهم مدركون أن «مفتاح» و«ولعة» فى «ولاد الشمس» حققوا بتضحية أحدهما وإصرار الآخر صعودا وانتصارا. يحنون للماضى مع إدراك أن أحوال الحاضر تحتاج مناقشة ذكية لا صاخبة، وتصوير فنى مرهف لا مبالغ فيه..

عاشت «هوانم جاردن سيتى» وصاحبات الـ«80 باكو».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية