تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

يحكى أن أمس الأول جاء بالضربة الأحدث والأقوى إلى قلب جامعة «هارفارد»، وبانتصار جديد للتيار اليمينى المتطرف فى أمريكا الذى يرى فى المؤسسات الأكاديمية الرفيعة عثرة أساسية أمام السعى من أجل جعل أمريكا عظيمة مجددا.

والحكاية أساسها أن وزارة الأمن الداخلى أصدرت قرارا بمنع «هارفارد»، الجامعة الأعرق والأكثر عنادا فى مواجهة تحكمات إدارة ترامب، من تسجيل طلاب أجانب، على أن يسارع طلابها الأجانب المسجلون بالفعل فى الانتقال إلى جامعات ومعاهد أخرى، وإلا خسروا تأشيراتهم بالبقاء والدراسة فى أمريكا.

هكذا يؤدب ترامب من يعارضه إذن. فـ «هارفارد» التى يعتبرها التيار اليمينى فى طليعة المؤسسات الأكاديمية المروجة للأفكار التقدمية، ومنطق التنوع والإدماج، مع الحق فى التعبير والمعارضة، ستدفع ثمنا غاليا. فقد رفضت تسليم بيانات طلابها الأجانب لـ«الأمن الداخلي»، وهم الذين يشكلون أكثر من 27% من إجمالى قاعدتها الطلابية فى العام الدراسى 2024 - 2025 .

كما رفضت الجامعة الأمريكية أيضا مطالب بالتدقيق فى مواقف وآراء مدرسيها وطلابها، الذين يمثلون 140 جنسية، تحديدا على خلفية وقائع السابع من أكتوبر 2023 فى الشرق الأوسط، باعتبار أن ذلك يتعارض مع دستور مبادئها. وإن ارتضت، باعتبار ذلك أهون الأضرار، بتعديل مسمى مكتبها لــ «المساواة والتنوع والإدماج» ليصبح «مكتب المجتمع وحياة الحرم الجامعي».

لكن للأسف، ذلك لم يمنع تجميد سابق من قبل إدارة ترامب لمبلغ 2،2 مليار دولار، هى قيمة تمويل فيدرالى للجامعة، بما يعنى تأثير، على برامج أكاديمية وبحثية عديدة. قرار مازالت تحاربه « هارفارد» فى ساحات القضاء، قبل أن يلحق به قرار الخميس الذى يفترض أن يؤثر على موارد التمويل الذاتى للجامعة، بقدر ما يؤثر على تنوع وثراء برامجها البحثية والأكاديمية، وبالتالى على مكانتها. والبقية ستأتى طالما «هارفارد» لا تنصاع، هكذا يقولون وهكذا أثبتت الأحداث.

تلك هى وقائع المواجهة التى تخوضها « هارفارد» صاحبة أكثر من 350 عاما من التاريخ، وعشرات الخريجين والأساتذة الفائزين بنوبل. وقائع علق عليها المتحدث باسم وزارة خارجية الصين، المنافس الأساسي، بأنها : «تلطخ صورة أمريكا وسمعتها حول العالم».

صدق الرجل .. كيف يمكن أن تكون محاصرة أحد أهم وأعرق المؤسسات الأكاديمية والنيل من سبلها فى اجتذاب الأفضل فى كل مجال، خطوة من أجل جعل أمريكا عظيمة مجددا؟ وهل العظمة تقتصر على جذب استثمارات مليارية تسعى فى الأساس وراء أمريكا المتفوقة والتى يعمل معول ترامب على هدمها ، دون أن يدري، قطعة قطعة؟ عالم عجيب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية