تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

نظرية «وليكن»

القاعدة المعروفة تقول «المزيد من العمل.. يعنى المزيد من الأخطاء». لكن واضعو تلك القاعدة أغفلوا، سامحهم الله، سن قاعدة ثانية مكملة لا يستقيم المعنى وواقع الحياة بدونها. وهى أن: «للأخطاء أو الهنات أعينا مترصدة لا يهمها كثيرا حجم العمل».

 

وفقا للدراسات، فإن بعض البشر تدربت أعينهم وعقولهم على رصد الأخطاء، فهم من الدقة والتفانى فى تفاصيل مهنة أو حرفة ما، بحيث أنهم يرون الناقص قبل الكامل، ويسعون لإتمام الكمال. ذلك التفانى والإتقان يتحول أحيانا إلى مصدر أرق وقلق، فالأخطاء مرفوضة ووقوعها كارثى.

دافعهم لهذا هو حب حقيقى لما يفعلون، ولأجل تجنب خسارة إبداعهم وتفانيهم الصادق فى أشغالهم، بدأت المسارات التدريبية المهنية تذكرهم، وبصعوبة من جانب المتلقين المتفانين، بأن الأخطاء طبيعة بشرية، وأن وقوعها وارد جدا.

تخاطبهم بمبادئ وسطية، ناصحة بتطبيق نظرية «وليكن»، فيكون القبول بتجاوز أخطاء صغيرة من أجل تحقيق الاستمرارية وزيادة معدلات الإنجاز. ولا تعنى أبدا « التهاون» ، فهى تنصح بدراسة سبب الهنات أو الأخطاء، والسعى لتجنبها. وإنما تعنى أكثر «التهوين» من ضغوطات واقع الألف كاميرا، وآلاف الشاشات، زمن رصد النواقص والأخطاء ونشرها كالنار فى الهشيم. التهوين من واقع ضاغط متطلب، بات سقف توقعاته لا حد له، وفى ارتفاع مستمر.

تذكرهم مرة ثانية بأنهم بشر، يحبون ما يفعلون جدا، صحيح ومحمود، ولكنهم وإن تركوا أنفسهم لتعذيب خطاء وارد، ستكون فى ذلك النهاية. نهايتهم ونهاية ما يحبون.

والأهم، ستذكرهم بأن مثلما يمتهنوا مهنهم وحرفهم حد الانغماس الكامل، البعض ينغمس بالكامل فى رصد الأخطاء، وقد يتخذ هذا البعض من ذلك نشاطا أساسيا أو جانبيا مع أشغال أخرى.

كان هذا هو الحال دوما، وسيكون حتى نهاية الزمن. ولكن الجديد هو إدراك العارفين بفنون الإدارة أن الواقع يحتاج بعض الفرز الدقيق والتمييز بين التراخى والتهاون من جانب، وبين هنات لا تعنى عرقلة اجتهاد. يحتاج حماية أهل السعى من أهل الترصد وراء الشاشات أو حتى من غير شاشات. فالكل بات يتربص بالكل، وهذا نتاج مرير لتقدم عظيم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية