تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مفاجأة الأسد
تبدو أنها بدايات لفصول عصيبة، لكن الحقيقة أن ما يجري ليس بالجديد تماما. فضربة إيران، هى تطور طبيعي للاستغلال الإسرائيلي المستمر لوقائع السابع من أكتوبر 2023. التجبر في الانتقام والتمادي في الرد بالدعوى المستهلكة والمهلكة للحق في حماية النفس، والواقع أنه السعي لتحقيق الخطة الأصلية.
فيكون، أولا، القضاء على «غزة» بإخراج أهلها وقواها من المعادلة، بالإبادة والتجويع والإرهاب المفضي إلى التهجير. فيكون إخلاء الأرض تمهيدا لإحكام القبضة دون إزعاج يذكر.
وثانيا، تقليم ما تبقى من أظافر الأعداء التقليديين إقليميا، والعينات بينات محزنات. فما جرى في سوريا ولبنان يشهد، وما يجري في إيران، أيضا، يشهد. وحتى دقة الضربات الإيرانية، بما تكشفه من خيانة بعض الداخل، أيضا ليس مفاجأة. ومرة ثانية، عينات الماضي القريب بينات. كما أن تحركات «الأسد الصاعد» كانت كانتظار موعد محتوم. أخلت أمريكا، مثلا، الطواقم الدبلوماسية غير الأساسية بالخليج العربي مؤخرا.
وثالثا، أمريكا تصوت بـ «الفيتو» لتعرقل «محاولات الغارق» لمؤسسات وقوانين عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها في الوقت ذاته، تدرك أن الحليف بلغ من التنمر أقصاه. فلا يستمع لدعاوي السر والعلن بوقف الحرب في «غزة»، ولا يتراجع عن ضربة إيران. ولا يعبأ كثيرا بالضغوط الشعبية والسياسية التي تتصاعد عالميا على أمريكا وعليه.
وهذا طبعا يضغط على إدارة ترامب التي جاءت بدعوى إنهاء كل الحروب. وسعت من أجل ذلك بحوار مع «الحوثي»، ورفع العقوبات عن سوريا، ومفاوضات نووية مع إيران، وطبعا مساع لرعاية إتفاق مع «حماس»، ذلك غير ما كان على الجبهة الروسية- الأوكرانية. لكنها أصبحت وقد أضيفت للحروب القائمة، حربا جديدة.
ورابعا، إسرائيل واصلت ما تتقنه من البداية، إفساد كل مساع لا تتواءم مع صعود الأسد التوراتي. تدرك أن أمريكا قد تغضب، وقد يضيق الخناق على قواتها المنتشرة إقليميا أمام تهديد القتال الفعلي، فيما يرفض المزاج اليميني في الداخل الأمريكي خوض حروب بالنيابة عن الغير، خاصة أن الداخل ليس بخير تماما. لكنها تراهن على أن أمريكا، مهما كان حجم الخلافات والضغوط، لن تترك حليفها وممثلها الإقليمي في معركته وحيدا.
أما الجديد فعليا، فهو التساؤل إن كانت أمريكا وغيرها مستعدين لفصل يشهد تحييد أكيد للقوى المناوئة لإسرائيل إقليميا، بحيث يصعد الأسد فعليا؟ وإن تم لها ذلك، فهل تكوين الفاعل الإسرائيلي يتيح له الاستمرار؟.
الإجابات المتاحة كلها تؤكد أنه لا مفاجآت أبدا .. البعض فقط ينظر أسفل قدميه بحثا عن مكاسب هينة.. وهينة جدا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية