تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
للإتقان أمارات
لا شيء يضاهى الإتقان. فهو أطول عمرا وأعظم أثرا. وفى «لام شمسية» ومشروع مخرجه كريم الشناوى خير دليل. فالإتقان فى صياغة المفردات الفنية وتضفيرها تضفيرا رقيقا ذكيا، كان خير معين للشناوى فى معالجة قضية التحرش الذى قد يتعرض له الطفل من أقرب المقربين.
جزء من أمراض الواقع، التى إذا تم تقديم صورتها الكاملة، فقد تكون منفرة مثيرة للجدل أكثر منها مثيرة للتفكر. وإذا تم التمييع بغرض تجنب الصدمات والانتقادات معا، فقد تنتهى بلا أثر على الإطلاق. أو مجرد ذلك الأثر الذى يتركه خبر مختصر فى صحيفة عن إحدى هذه الوقائع، يأسف له القارئ ثم ينساه قبل نهاية اليوم.
الإتقان بدأ باختيار أصحاب الأدوار، فأمينة خليل تقدم بهدوء سلس تلك الأم التى تعانى من صدمة الماضى وآثارها النفسية والعضوية فى الحاضر، لكن ذلك كله لا يمنعها من أن تكون أماَّ حقيقية متيقظة وحامية وشجاعة.
وأحمد السعدنى، الأب المراهق الذى يترك واجباته ليقوم غيره بتأديتها، ومسئوليات أخطائه ليقوم غيره بتحملها. وذلك طبعا حتى لحظة الاستنارة ثم الارتداء التدريجى والصعب لعباءة الأب الحق الذى يواجه خسائر انصرافه عن كل شيء. وصاحب الإثم، محمد شاهين، فقدم شخصية المتلاعب المشوه الذى كان ضحية قبل أن يصبح جلادا ناعما.
وطبعا، على البيلى، أو الطفل يوسف، الاختيار الأصعب والأنجح، الذى استوعب أبعاد عمل شديد الحساسية وهو فى التاسعة، ثم قدمه بأداء باهر ورقيق يتجاوز القوالب التى غالبا ما يظهر من خلالها أطفال الدراما، فإما شدة اللطف الذكى، أو شدة الجراءة القريبة من شخوص الكبار. فجاء هو كطفل واقعى يواجه من الواقع أقبح صوره. ويحتاج الموهوب الصغير لرعاية متيقظة فى المستقبل القريب، سواء لمتابعة آثار هذا الدور عليه، فالواقع له أمراضه كما أسلفنا. أو للتأكد من تجاوزه لتوظيف موهبته فى أدوار مختلفة. الإتقان أيضا كان فى الرمزية وزوايا التصوير وتوظيف الإضاءة، بحيث تُروى الحكاية كاملة دون نقص، ولكن دون مباشرة تنفر المتلقى. فالمقصد مناقشة الآثار وسبيل العلاج وسبل الوقاية. الإتقان أيضا فى المعالجة الواعية، التى دفعت بأهل العلم كجبهة أساسية فى مواجهة القضية. ليسوا لاعبين ثانويين، بل معين أساسى على الاكتشاف والتشخيص ورفيق فى طريق التعافى.
الإتقان أيضا فى أن «لام شمسية» تأتى كجزء من مشروع مخرجه الذى قدم من قبل «ضى» و«خلى بالك من زيزى» وغيرهما.. هو يسعى وراء صورة تمهد إلى المناقشة والوعى وأن يشفى الواقع من بعض أمراضه.. فعلا لا شيء يضاهى الإتقان والإخلاص من أجله.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية