تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قد تتأخر، ولكن الأهم أن تصل، والأهم أيضا كيف تصل. فالسينما النيجيرية الملقبة بـ « نوليوود» وصاحبة ثالث أكبر اقتصاد سينمائى فى العالم تشارك بفيلم "ظل أبي"  ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان «كان» الأشهر فى دروته المقبلة (13 - 24 مايو). هى المرة الأولى فى تاريخ المهرجان المقارب لثمانية عقود.

هذا هو الخبر الأساسى، لكن الأهم، هى معانيه. فالفيلم يحمل لمحات من سيرة مخرجه أكينولا دافيذ جونيور، الذى شارك فى كتابته مع شقيقه وال دافيذ. الشقيقان يرتحلان من خلال أبطالهما من العاصمة «لاجوس» إلى أنحاء نيجيريا، ليعيشا أجواء النزاع التى شهدتها البلاد عام 1993 إثر الانتخابات الرئاسية. هى المحلية الصادقة والأصالة، إذن، المحلية هي التى تميز حبكة «ظل أبى» بحضور واضح لشخصية البلاد، سواء بأزماتها أو بطبيعتها أو طباع أهلها.

عندما ذاع الخبر، علق مخرج الفيلم مبتهجا بما يعنيه من تكريم وتقدير لفريق العمل النيجيرى حتى النخاع. أشاد بما يعنيه ذلك بالنسبة لمواهبهم ومهاراتهم. فـ « نوليوود» تقدم تجربة صناعية خاصة، فمن حيث الإنتاج، تقدم وفقا لإحصائيات العام الماضى، نحو 2500 سنويا، مستهدفا جمهورا عريضا يلامس الـ170 مليونا داخل نيجيريا وحدها، فضلا عن باقى الدول الإفريقية. أما «المعادلة» التى اعتمدتها من أجل بلوغ هذه المكانة، فكان أساسها «التحايل».

فمن عقد الستينيات، الذى بدأت فيه الخطوات الفعلية الممهدة لـإنجازات اليوم، تحايل صناع «نوليوود» الأوائل على التكاليف الضخمة لتشييد الاستديوهات، باعتماد المواقع الخارجية الحية. والتحايل على التكاليف الإنتاجية الضخمة، بالتزام جداول التصوير المحدودة قدر المستطاع. والتحايل على القلة النسبية لدور العرض، بالاعتماد على ثورة المنصات الرقمية، وما سبقها من وسائط للعرض والانتشار. ذلك كله بالإضافة إلى المحلية الممزوجة بقضايا ذات بعد إنسانى، يتوحد معها كل من يشاهدها.

وهناك عامل آخر وجه هذه «المعادلة»، وهو التحايل على صور الإنتاج المعتادة، بعقد النابهين من سينمائيى «نوليوود» شراكات مع سينمائيين فى دول ذات ثقل سينمائى سواء فى أوروبا أو فى آسيا.

وذلك كله تحايل محمود مهد ليس فقط إلى مشاركة «ظل أبى» فى «كان»، ولكن أيضا إلى حضور نيجيريا ضمن «القرية الدولية» للمهرجان من خلال وزارة «الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعى»، لاحظ مزيج الأدوار ولاحظ «الاقتصاد الإبداعى». الحضور سيكون بغرض الترويج إلى ما يعرف بحملة «إسكرين نيجيريا» لجذب الاستثمارات إلى البلاد وتعريف العالم بالمهارات والمواهب النيجيرية.

من أراد بصدق.. صبر على الخطوات الصغيرة .. حتى يبلغ مراده.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية