تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صيام صيام
فى واحدة من حلقات « صيام صيام» ، أحد أضخم أعمال دراما الثمانينيات من حيث التكلفة وعدد النجوم، يتزاحم أفراد عائلة من الطبقة المتوسطة حول جهاز تليفزيون متناهى الصغر، لمشاهدة حلقة المسلسل الرمضانى. يشاهدون فى حماس وسعادة قبل أن ينفضوا على موعد الحلقة التالية. عائلة «صيام»، الذى لعب دوره الفنان يحيى الفخرانى، كانت راضية كل الرضا بتجربتها فى المشاهدة، رغم أنها كانت أبعد ما تكون عن التمكين والحرية التى يحظى بها مشاهدو هذه الأيام.
عائلة «صيام» كانت مقيدة بموعد العرض الذى فى الأغلب لا إعادة له، وبجهاز التليفزيون الصغير والأوحد. لا سبيل للمشاهدة وقتما تريد وأينما تريد، ولا سبيل لرفاهية مشاهدة الحلقات مجمعة أو على دفعات، وفقا لمزاج وظرف كل فرد. وإذا وجد بديل عن المسلسل الرئيسى، فغالبا سيكون مسلسلا أو اثنين، وليس عشرات المسلسلات.. عائلة «صيام» لم تعرف عادات المشاهدة المرفهة التى جعلتها التكنولوجيا وتعدد وسائط العرض أمرا مسلما به. لو عرفتها لتمنتها.
لكن الكثير من مشاهدى هذه الأيام هم من يتمنون حظوظ عائلة «صيام». يتمنون حلقات تجسد أحوال أهل الوسط، فى ظل طغيان دراما «الكومباوندات»، والدراما الشعبية التى تزهو بالبطل الأوحد. يريدون دراما تجسد واقع محاولاتهم للإبقاء على إيمانهم التقليدى بأن العلم الحق هو السبيل الأمثل والمؤكد للترقى الطبقى والاستقرار المادى. وأنهم فى رحلات الصعود، إذا ما تيسرت، أو حتى فى مساعى البقاء، وهذا أضعف الإيمان، لن يقبلوا بالتخلى عن جوهر قيمهم.
صحيح أن بعض الأعمال جاءتهم بشيء من الترضية. فشخصية «محمد عزت» فى «قلبى ومفتاحه» تجسد كفاح الطبقة الوسطى المتعلقة بحبال العلم والأخلاق. لا تخسر رهافتها ومرونتها فى البحث عن سبل البقاء والازدهار والحب. وكذلك كانت شخصية «سلمى» فى «الشرنقة»، الزوجة والأم الراسخة التى تتحايل بصنع يديها من أجل الفوز بـ «يومين فى الساحل». لكن فطرتها ووسطيتها تنذرها دون الانجراف وراء مظاهر مبالغ فى بريقها، وقد تخفى وراءها إما الفراغ أو الضياع.
أبناء وأحفاد عائلة «صيام» ممتنون جدا لـ «عزت» و«سلمى»، لكنهم يتمنون تقديرا دراميا لمساعيهم من أجل البقاء والازدهار والحب. أيمكن أن يفوزوا برفاهية المشاهدة ويخسروا حضورهم؟.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية