تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

بالطائرة أو بالقطار

أسبوع واحد يفصل بين «السكتة التكنولوجية» التى ضربت العالم فعرقلت الكثير من أنظمته، وبين موجة حرائق مدبرة نالت من خطوط السكك الحديدية فائق السرعة فى فرنسا، بينما كانت باريس تضع أخر لمسات زينتها فى استقبال الأولمبياد.

قبل أسبوع كنت أقف فى واحد من طوابير المنزعجين حول العالم، أنتظر طائرة تأخرت وأتعجب من نفاد صبرى قبل صبر غيرى، بسبب «عطلة» لم تتجاوز نصف ساعة. لكنها ليست مسألة النصف ساعة، بقدر ما هو القلق من عدم مواكبة الجداول الموضوعة، ومن غياب المعلومة، ومن نظريات حول السبب أهونها مقلق.

عطب تكنولوجى بسيط أصاب العالم بالهلع وجاءت خسائره بالمليارات وكأن مثل هذه الوقائع لا سبيل لوقوعها. أو بالأحرى، وكأننا ننسى مدى تحكم التكنولوجيا وأنظمتها فى حياتنا اليومية، حتى إن خطأ أو عطبا محدودا يربك أحوال الصحة والطيران والمعاملات المالية وحتى التصفح بحثا عن جديد الأخبار.

قطارات فرنسا أيضا كان يفترض ان تكون على رأس قائمة الأهداف المحتملة أمام ضربات مدبرة أو أخطاء عابرة بالتزامن مع الأولمبياد. فقبل يومين فقط لا غير، أقر القائمون على التنظيم فى باريس بأن الأولمبياد « تواجه مجموعة من التهديدات الأمنية غير المعتادة والمحتملة»، مع تعهد بأن الجميع سيكون فى آمان وأن مجريات الحدث ستأخذ مسارها بسلاسة.

فهل ينسى أصحاب هذه التأكيدات والتطمينات الأهداف التقليدية وأساليب الاعتداء غير المبتكرة؟ سامح الله أفلام الحركة، بل الواقع اليومى المخيف. فقد رفعا سقف التوقعات، وبات الجميع ينتظر إرسال المعتدى الطائرات المسيرة والقنابل المعقدة، فيما هو يستعد إلى التسرب من تحت «عقب باب» انتباه العالم. فيضرم النار فى مسارات القطارات الفرنسية، ويرفع «يورو ستار» راية الاستسلام، ليتقهقر بعرباته إلى المسارات التقليدية غير السريعة، وتئن أوروبا من أصداء الفوضى.

كلما ظن الإنسان أنه أحكم قبضته، جاءت أهون الأسباب لتربك خططه الواثقة، سواء كان يقطع رحلته بالطائرة أو بالقطار.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية