تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الثقة فى «بى. بى.سى»!

النجاح لا يكون نجاحا إلا إذا اتسم بالاستمرارية والتجديد. ذلك لا يعنى الأفراد وحدهم، بل هو من شروط احتفاظ المؤسسات الكبرى بسمعتها. فواحد من أحدث استطلاعات الرأى فى بريطانيا كشف أن مؤسسة بالتاريخ الإعلامى لــ «هيئة الإذاعة البريطانية»، « بى. بى.سى»، لم تعد تحظى بالثقة نفسها التى كانت تتمتع بها مسبقا.

نتائج الاستطلاع الذى خرجت به ـ جامعة «كينجز كوليدج لندن» تشير إلى ميل الرأى العام إلى منح ثقته إلى قطاع الجامعات البريطانى واعتبرها من الأفضل أداء، لتتفوق وبجدارة على «بى.بى.سى» والبرلمان البريطانى.

اللافت أن اختبار الثقة الذى فشلت فيه « بى.بى.سى» والذراع التشريعية للدولة، نجح فيه بجدارة مؤسسات مثل القطاع الطبي، و القوات المسلحة البريطانية، وحتى العائلة المالكة التى يتجدد بين الحين والآخر دعاوى إلى إلغاء نظامها وتوفير نفقاتها.

« بى. بى.سى» لم تفشل هنا وحدها، فالتفاصيل تكشف أن الشعب البريطانى بات يعانى أزمة ثقة عظيمة مع صحافته أيضا، دون أن ينقذها توجه سياسى أو ميول اجتماعية بعينها. فقد اجتمع أنصار العمال والمحافظين على نبذ أداء الإعلام مسموعا ومرئيا ومقروءاً.

والرأى العام نفسه الذى أطاح بالإعلام إلى أسفل سافلين ومعه السلطة التشريعية، سعى إلى إنصاف الجامعات التى تعانى أزمات شتى جعلت بعضها تتراجع فى التصنيفات المحلية. فالاستطلاع عكس تحولا واضحا عن التوجه فى نهاية التسعينيات إلى جعل تمويل الجامعات البريطانية مهمة حكومية.

فيرى الرأى العام حاليا أن الحكومة وإن لم تعد مسئولة عن التمويل، فلا يفترض أن تترك الجامعات البريطانية تخسر سمعتها ومكانتها. ويرى أن تلك الخسارة إذا استفحلت، فإنها ستكون وبالكامل عبارة عن خطأ إدارى وقعت فيه الحكومة والأجهزة الإدارية بالجامعات.

المسألة نفسها لا تنطبق على الإعلام يتقدمه «بى. بى.سى»، فتاريخها لم يشفع أمام ثغرات أدائها المتزايدة. والمسألة هنا ليست أزمة تمويل أو إدارة، هى أزمة رسالة ومكانة تأرجحت. فلو كان قد نجح فى الاحتفاظ بثقة الرأى العام، كان نجح أيضا فى كسب تأييده فى مواجهة أزمات من عينة ارتفاع التكاليف وندرة الكوادر القادرة على الإبداع.. هى الثقة إذا تراجعت لا يصمد أمامها تاريخ أو مكانة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية