تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أبناء العاملين
سأبدأ، ودون أى ضغط من أى طرف، بأن أقر واعترف بالجرم المشهود والمعروف للجميع، وهو أننى من «أبناء العاملين». ذلك التعبير المستخدم فى الأغلب للتدليل على «الواسطة» فى نيل المطالب، و«توريث» الموقع لمن لا يستحق. وأنا هنا لن أخوض فى الجدل، أو أخسر الوقت فى الشرح و التبرير. ولكننى سأستغل الصفة – التهمة، فى استعراض أول الروابط بين «الأهرام» وبيني.
يبدأ عامه الـ 150 ، وأبدأ أنا عاما جديدا فى علاقة شُرعت أبوابها عندما كنت صغيرة أرى والدىَّ يعودان من عملهما الأهرامي، فلا يغادرهما هو أبدا. فمتابعة الأخبار، وكان زمن معرفة الأخبار فيه مازال مرتبطا بتوقيتات النشرات التليفزيونية والإذاعية، لابد منه.
والقراءة لا ترتبط بموعد تسليم مقال لـ «الجمع»، بقدر ما هى هوى أصيل. حتى أمى التى كنت كثيرا ما أستيقظ ليلا لأجدها بين أوراقها بعد أن أتمت فروض المذاكرة للصغيرتين ومتابعة شئون البيت.
فهمت لاحقا أن ذلك كان الدرس الأول والأهم بأن الصحافة ليست مهنة بعض الوقت، وإنما هى مهنة كل الوقت. وفهمت أيضا أن كثيرين سينتسبون إلى الصحافة و«الأهرام»، لكن نهاية الأمر، فإنها هى «الأهرام» التى ستختار من يرتبط اسمه بها.
وأصحاب الدرس الثانى كان أساتذة «قسم الشئون الخارجية» فى «الأهرام»، الكبار حازم عبد الرحمن، وسلوى حبيب، وسجينى دولرماني، وعطية عيسوي، وعبد الله عبد السلام، وعاصم عبد الخالق، وعماد عريان. فمع نهج «صحافة كل الوقت» والثقافة الشاملة التى لا تتعالى على شيء، وتمنح فرص التفكر والتأمل لكل متغير أو ثابت.
كان الأساتذة يمنحون وبشكل عملى ويومى دروسا فى التدقيق، والإتقان، والبحث عن زوايا غير مطروقة، والأهم، فى «المؤسسية»، تلك القواعد المنظمة للعمل وعلاقات القائمين عليه. يدركون، رغم ثراء الإرث الأهرامي، أن التطوير ومغادرة المساحة الآمنة، أمر واجب من أجل استمرار استمتاعهم بـ «متعة العمل الصحفي»، كما كان يصفها والدي، واستمرار توفيرهم الخدمة الصحفية والثقافية التى يحتاجها المتلقي، ليس فقط التى اعتاد عليها.
تلك الدروس كانت خير زاد خلال السنوات الست الأخيرة فيما أعمل على بابى «الصفحة الثانية» بمحتواها المتنوع بين الثقافة والفنون والتراث وإنجازات الفرد المصري، الذى يلامس تخوم التخصصات المختلفة.
و«وفقا للأهرام» التى تجتهد فى التذكير بما فى أرشيف صحيفتنا العريقة من تاريخ جعل العميد والدكتور طه حسين يصفها بـ « ديوان الحياة المعاصرة»، وجعل المؤرخ والدكتور يونان لبيب رزق يقدم للصحافة والتاريخ أحد أهم الأبواب الصحفية التى اتخذت من وصف العميد عنوانا.
لن نشبه الأساتذة والقامات الأهرامية الكبرى، وإن حاولنا، ولكننا نجتهد لأن نليق بالانتساب إلى مؤسسة عريقة تختار هى، نهاية الأمر، من يرتبط اسمه بها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية