تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«هو وهى» فى الأربعين
من يبدأ .. ليس كمن يتبع البدايات. طبعا أصحاب الزيادة والإضافة لهم أفضال لا تنكر، يحفظون الإبداع الأول من الجمود. لكن يظل لصاحب البداية مكانة لا تضاهيها مكانة. هكذا هى الحال مع «هو وهى» المسلسل الدرامى الذى يبلغ من العمر هذا العام 40 عقدا بالتمام والكامل.
فقد أسست حلقات «هو وهى» لكاتبتها الأستاذة الكبيرة سناء البيسى، شكل جديد من أشكال الدراما التليفزيونيا أساسها الانفصال مع حفظ الاتصال بخيط رفيع، تماما كما أشارت واحدة من « يوميات» كاتبنا الكبير أحمد بهاء الدين وقت الإذاعة الأولى لـ « هو وهى».
فالحلقات التى ظهرت على الشاشات عام 1985، خالفت السائد فى مكتبة الدراما العامرة للتليفزيون الذى كان قد بدأ إرساله قبل ربع قرن حينها. كان هناك السباعيات والخماسيات والمسلسلات الممتدة حتى 15 و30 حلقة.
تنوع فى الأطر والمضامين والنجوم يبدو وكأنه لم يترك شاردة أو واردة. لكن « هو وهى» جاءت بفكرة مزيج الاتصال والانفصال كمضمون متجدد على مدار الحلقات. وزادت التجربة آلقا بنجوم مثل سعاد حسنى، وأحمد زكى، وأشعار وسيناريو صلاح جاهين. لكن البداية كلها فى يدى الأستاذة سناء، والبداية الفعلية لم تكن فى 1985، بل قبلها.
فلأعوام طوال كانت الأستاذة سناء تكتب على صفحات «الأهرام» سلسلة من المقالات البديعة التى تنبض بروح «القصة القصيرة». مقالات كانت أحيانا تحمل عنوان «هو» وتروى ظلال من حكايته، وأحيانا تحمل عنوان «هى» وتقدم فصول من حكاياتها. من يقرأ تلك المقالات التى ازدانت صفحات «المرأة» الأهرامية بها، يجد لغة بديعة وحبكة أسرة وتحليلا نفسيا وإجتماعيا دقيقا. تلك الـ «هو» و«هى» قالت لى عنها يوما الأستاذة سناء، أنها كانت انعكاسا لإيمانها بأن لكل منا حكاية يمكن روايتها، وأنها أرادت أن تروى هذه الحكايات بأسلوبها. ذلك الأسلوب الذى أعتقد أن الأستاذة وإن عادت لمراجعته مراجعة المدقق الحريص على الكلمة كعهدها، فلن تعود لتغيير الكثير به لإلتزام المؤمن بتفرد دفقة الكتابة الأولى. أسلوب نابض منح القارىء القدرة على مشاهدة الأحداث والتأثر للحظات الصدمة والصدام وإن كانت على الورق.
«هو وهى « الصحفية كانت الرائد الذى مهد لـ « هو وهى» التليفزيونية. وفى العيد الأربعين للحلقات التلفزيونية الشابة دائما، يطيب العودة إذا ما توفرت السبل إلى « هو وهى» الصحفية الأصلية والأصيلة والتى كان يمكن أن تتحول لعشرات الحلقة من « هو وهى»، وعشرات المسلسلات، ومازالت الفرصة سانحة، فلعل الأستاذة تسمح.
كل سنة والأستاذة سناء و«هو» و«هى» بألف خير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية