تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عندما تكون تافها
"قال له علمني التفاهة يا والدي، أجاب تعالى في الهايفة واتصدر" بالضبط هذا هو حال عدد من الناس الذين كتبوا عن احتفالية المتحف المصري الكبير، تاركين أهم معاني الحدث، ومتحدثين عن أمور جانبية، أظنها تافهة مثلهم.
هؤلاء الذين كتب عليهم أن يكونوا تافهين في هذه الحياة، تركوا كل شيء جميل حدث في هذا الافتتاح التاريخي، وتحدثوا عن وجود رجال أعمال مثل أحمد عز وهشام طلعت مصطفى وغيرهما، في الحفل.
وسواء كنت تختلف أو تتفق مع رجال الأعمال هؤلاء، فإنهم يعملون في النور، ويسهمون في دفع عجلة الاقتصاد المصري، وشارك كل منهم بجهد في بناء المتحف، ثم إن مواقفهم القانونية، كما يعرف الجميع، سليمة، ويعملون تحت سمع وبصر الدولة، التي تعطي كل ذي حق حقه، ولا تقيم علاقاتها على أساس من الحب أو الكراهية.
دعك يا أخي من عز وهشام، وانظر، بعين الرضا والحب، إلى الإنجاز الحضاري العظيم الذي حققته بلدك، ولفت إليها أنظار العالم كله، وجعل العديد من ملوك ورؤساء وزعماء العالم يفدون إلى مصر، بناء على دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليشهدوا حدثا غير عادي، افتتاح أكبر وأهم متحف للآثار في العالم، يضم 100 ألف قطعة أثرية تمثل الحضارة المصرية القديمة عبر عصورها المختلفة.
هل يوجد بلد في العالم لديه كل هذا الإرث الحضاري، هل يوجد بلد في العالم يحتفي بميراثه التاريخي، ويحافظ عليه، ويقدمه للعالم في أروع صورة، مثلما فعلت مصر؟
الإجابة طبعا بالنفي، لكنك تتغاضى عن ذلك كله، وتتحدث عن وجود س أو ص في حفل الافتتاح، وتنسى هذه العظمة التي شهدتها مصر، وشهدها العالم معها، يوم الأول من نوفمبر 2025، ذلك اليوم الذي انبهر فيه العالم، أو بمعنى أدق، واصل انبهاره، ليس بالحضارة المصرية القديمة فحسب، ولكن بورثة هذه الحضارة، الذين أثبتوا جدارتهم واستحقاقهم بالانتماء إليها، وظني أن أجدادنا لو بعثوا من مراقدهم من جديد، لأعلنوا فخرهم وسعادتهم وتقديرهم لأحفادهم الذين كانوا عند حسن الظن بهم، وحافظوا على ما أنجزه أجدادهم، وبذلوا جهودا جبارة ومضنية، استمرت أكثر من عشرين عاما، ليقولوا للعالم كله: انظروا ماذا قدم أجدادنا للحضارة الإنسانية، وكيف نشأت مصر الكبيرة والعظيمة، ثم جاء التاريخ بعدها.
لقد ترك هؤلاء التافهون، أهم ما حدث، وراحوا يتحدثون عن حضور فلان وعلان، تركوا الاحتفال الأسطوري المبهر، والفقرات العبقرية التي قدمها فنانو مصر، بشكل راق ورائع، حتى الحفل لم يعجبهم، ذلك الحفل العالمي الذي خاطب الناس بلغة عالمية راقية، وأبهرهم بالفعل، فهل كان هؤلاء التافهون يريدون أن نأتي برقاصة بلدي مثلا، أو بحمو بيكا أو أحمد سعد، وكأننا في فرح بنت العمدة، هل يفهم العالم هذه اللغة، وهل يعجبه هذا الأداء البلدي والذي لا يليق باحتفالية عالمية كبرى؟
إن كل محب لهذا الوطن، ومخلص له، وعاشق لترابه، اعتبر هذا اليوم عيدا له، ولبلده، ولكل محبي وعاشقي هذا البلد العظيم والرائد والكبير، عيد قدمت فيه مصر أعظم هداياها للدنيا بأثرها، ليس بغرض الاستثمار في مجال السياحة فحسب، ولكن بغرض تقديم رسالة للإنسانية تقول انظروا هذه مصر تتحدث عن نفسها، أو كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر
كفوني الكلام عند التحدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية