تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

احتياجات سوق العمل 


رغم أننا دولة شابة، ولدينا ملايين الشباب الذين نعتبرهم الثروة القومية الحقيقية، إلا أننا أصبحنا نعاني من نقص العمالة الفنية المهرة، لأسباب يعرفها الجميع، العمالة الماهرة أصبحت نادرة نتيجة لاتساع الفجوة بين المناهج التعليمية في الجامعات واحتياجات سوق العمل.
من الصعب جدًا أن تصل إلى سباك ماهر أو كهربائي أو فني سيارات، بسبب أنَّ الشباب يتخرّج من الجامعات بتخصصات لا ترتبط بسوق العمل، قد يكون البعض يبحث دائمًا عن الشهادة الجامعية لأنها بوابة العبور للوجاهة الاجتماعية، دون أن يمارس العمل بنفس تخصص شهادة التخرج، وقد يكون "التوك توك" أحد أهم أسباب تراجع عدد العمالة الفنية، لأن ملايين الشباب قرروا أن يعملون سائقي "توك توك" لأنها مهنة لا تحتاج إلى مهارة، ومردودها المادي جيد ـ من وجهة نظرهم.
المشكلة أننا أصبحنا نستورد العمالة الفنية دون أن نشعر، بعد أن كُنّا نصدّر العمالة الماهرة لجميع الدول العربية، اليوم ستجد فني أفريقي أو سوري هو من يقوم بمهنة السباك أو الكهربائي، وهذا ليس عيبًا ولكن العيب أن يكون السوق المصري يشكو من ندرة العمالة المصرية بسبب أننا لا نعرف كيف نؤهل الشباب للاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
بالمناسبة دخل الفني الماهر في مصر يفوق أضعاف دخل الموظف أو من يبحث عن فرصة عمل على المكاتب، العمل في أي مهنة ليس عيبًا ولكن العيب أن يكون لديك هذا الكم من الشباب ولا تعرف كيف تستفيد منهم لصالح سوق العمل.
فرص العمل متاحة في مصر في المصانع والمشروعات ومراكز الصيانة، والمرتبات أصبحت مرتفعة ولكن عزوف الشباب عن الإقدام على مهن محدده، يجعلنا نسارع في إعادة النظر في عملية ربط العملية التعليمية بسوق العمل لأننا في مرحلة بناء دولة حديثة، ونحتاج إلى خبرات ومهارات جميع الشباب للمشاركة في المرحلة القادمة.
قد يرى البعض أنها قضية بسيطة، ولكن الواقع يقول أننا سنعاني خلال السنوات القادمة لو استمر الوضع على ما هو عليه، يجب ابتكار أفكار جديدة لجذب الشباب لسوق العمل طبقًا لاحتياجات السوق، بعيدًا عن العمل كسائقي "توك توك".
دعونا نبدأ.. وتحيا مصر
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية