تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > وفاء محمود > هيكل وعطا الله.. عروة أولى العزم

هيكل وعطا الله.. عروة أولى العزم

لم أستطع رد دعوة السيدة الفاضلة (هدايت تيمور) حرم الراحل الكبير (محمد حسنين هيكل) لحضور احتفالية مؤسسة هيكل بمرور مائة عام على ميلاده، فكسرت حالة العزلة الاختيارية التى فرضتها على نفسى بعد رحيل زوجى الغالى الأستاذ (مرسى عطا الله)..

فالسيدة هدايت كانت تحظى بمنزلة رفيعة لدى زوجى الراحل فكان يعتبرها من أهم أسس نجاح أستاذه، فيعتبرها نموذجا راقيا للمرأة المصرية الداعمة لأسرتها وكذلك لمجتمعها، فكان اول تعارف لها مع الاستاذ هيكل من خلال نشاطها الخيرى الاجتماعى، ومن شدة ثنائه على هدوئها النبيل وفاعليتها الايجابية، اعتبرت ذلك رسالة مبطنة لى لاتخاذها قدوة لدور المرأة كمحور خلاق فى الحياة!.

 

علاقة الأستاذ هيكل بالأستاذ عطاالله تخطت علاقة الاستاذ بتلميذه فى العمل الى علاقة أبوة بين والد وابنه، يفرح كلاهما ويفخر بالآخر، وساعد على ذلك ايمانهما الراسخ بالهوية العربية التى تربط الشعب العربى وعملهما على إعادة إحياء التضامن العربى بمفاهيم حديثة تستفيد من أقنوم العقل المتسع لصياغة مشروع عربى قابل للتنفيذ يوفق بين المثال الطموح والواقع المتأزم.

ومثلما ترك الأستاذ هيكل تلاميذ فى الصحافة حافظوا على العروة الوثقى بين الأجيال، من بينهم الأستاذ مرسى، كان الأستاذ مرسى يفخر بأن أبناءه فى الصحافة من أولى العزم، هم من يحملون الآن المسئولية فى مختلف المواقع الصحفية بكل رجولة وشرف.

وكان زوجى الراحل قد كتب قبل وفاته عمودا صحفيا بعنوان «ومازال الأستاذ حاضرا» بمناسبة مرور 7 سنوات على وفاة الأستاذ هيكل ليربط الاجيال الجديدة بروادها، الا ان المنية وافته قبل النشر بيوم، لينشر الآن فى ذكرى ميلاد الأستاذ بدلا من وفاته، فكتب يقول:

بعد مرور 7 سنوات على رحيل الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل الذى رحل عن دنيانا يوم 17 فبراير 2016 وهو نفس يوم رحيل والدى إسماعيل عطا الله إسماعيل فى 17 فبراير 1974 لم تغب عن ذكراى حتى اليوم برقية العزاء الموجزة التى تلقيتها منه قبل 49 عاما مضت وكان نصها: أعزيكم وأعزى نفسى وحينها لم يكن قد مضى سوى 16 يوما فقط على قرار الرئيس السادات بإبعاده عن جريدة الأهرام التى أدار شئونها ورفع من مكانتها منذ أن تولى رئاسة تحرير الأهرام عام 1957.

والحقيقة أن القيمة الحقيقية للاستاذ لم تكن فقط فى أسلوبه الفريد الذى جعل منه سيدا للكلمة العربية ولا فى المدرسة الحديثة التى تخرج فيها أجيال متعاقبة من قادة الكلمة والرأى فى مصر والعالم العربى وإنما هى فى استمرار حضوره السياسى والصحفى حتى اليوم ليس فى داخل مصر وحدها وإنما على امتداد العالم بأسره، حيث ما زالت شهادته وكتاباته وآراؤه مادة خصبة ينهل منها الباحثون والدارسون فى شئون الشرق الأوسط بوجه عام والقضية الفلسطينية والتجربة الناصرية على وجه الخصوص.

والذين عملوا مع هذا العملاق الكبير واقتربوا منه مثلى وبالذات بعد إخراجه من الأهرام يعرفون كم كان هذا الرجل وفيا لمهنته بالدرجة الأولى إلى الحد الذى كاد أن يصيب علاقته الخاصة والمتميزة مع الزعيم الراحل (جمال عبدالناصر) عندما ربط قبوله منصب وزير الإرشاد القومى عام 1970 بأن يحتفظ بمكانه كرئيس لتحرير الأهرام وبمكانته ككاتب للمقال الأسبوعى الشهير «بصراحة» وأن تكون مدة تحمله مسئولية الوزارة لا تتجاوز عاما واحدا فقط!!

وسوف أظل مدينا -ما حييت -لأفضال كثيرة أهمها ان اتخصص فى الشئون العسكرية والقضايا السياسية بعد نكسة يونيو 1967 ومنحنى الفرصة لكتابة المقالات فى صفحة الرأى فى الأهرام وأنا دون الثلاثين من عمرى ولم يكن غريبا ولا مفاجئا أن أشعر بسعادته ثلاث مرات الأولى عندما هنأنى على مانشيت الأهرام عقب غزو العراق الكويت عام 1990 وكانت سطوره «كارثة عربية مفزعة» والمرة الثانية عندما بارك تكليفى بإصدار جريدة الأهرام المسائى عام 1991 عقب حرب تحرير الكويت أما المرة الثالثة فكانت عقب نيلى شرف الجلوس على مقعده كرئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 2007. وعذرا لأننى لم أتمكن من الاحتفال بذكرى رحيله فى القاهره لسفرى الى الخارج. وختم مقاله بخير الكلام «وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية