تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شجرة العائلة تستقبل مولودًامرعبًا!
اشتكى الصديق لصاحبه عن مشاكله الزوجية، بأن زوجته دائمة التذمر من حياتها المملة معه، نظرا لانشغاله عنها بالعمل وأصدقائه، وبالرغم من حبه لها إلا أنه لا يستطيع أن يقدم لها أكثر مما يفعل، ولا يجد حلا لإرضائها، فأسر له الصديق أن هناك شركة جديدة تقوم باستنساخ البشر إلكترونيا، وتعطى لهم عقولا ذكية قادرة على فهم الآخرين وتلبية احتياجاتهم، وانه لجأ لها لتنسخ (روبوتا) شبيها به فى الشكل والصوت وتمت تغذيته بالمعلومات والمشاعر والافعال التى عليه القيام بها، ويتركه فى المنزل مع زوجته ليبادلها الاحاسيس التى تتمناها عوضا عنه، ليخرج هو يمارس حياته المهنية والاجتماعية دون احتجاجات ومشاكل مع زوجته!
اقتنع الصديق بالفكرة وطبقها على الفور وعاش سعيدا بلا منغصات زوجية، ومع توالى الأحداث وجد زوجته التى تركها مع الروبوت فى المنزل، تسهر مع اصدقائها فى الملهى الذى ذهب اليه مع اصدقائه، ليكتشف انها قد صنعت روبوتا لها تتركه فى المنزل عندما تريد ان تمارس بعض الحرية الشخصية!!
كانت هذه قصة أحد مسلسلات (هيتشكوك) فى السبعينيات فى التليفزيون المصرى ومازالت تؤثر فى، عندما كانت مصادر المعرفة محدودة ولكنها فعالة! وكانت القصه من الخيال العلمى الفكاهى الجامح، إلا انه مع الثورة الرقمية التى نعيشها، وتغير الحياه بشكل جذرى، أصبح الخيال حقيقة، مما يتطلب وعيا جديدا للسيطرة على التقنيات الحديثة لتصبح فى خدمة الانسان ولاتفسد حياته، فدخل الروبوت واقعنا العملى فى المجالات الصناعية الصعبة، ويعتمد عليه فى التنقيب عن البترول وعن الغاز تحت سطح البحر، وكذلك فى القطارات الكهربية وحتى حلب الأبقار، وانتقلت الروبوتات بالذكاء الصناعى الى التعامل المباشر مع البشر، ففى المنازل "سيري وألكسا" للرد على كل الاسئلة والقيام بكثير من الخدمات!
أيضا ظهر الروبوت الشبيه بالانسان حيث يتمتع بشكل إنسانى من جلد وشعر اصطناعى فوق الدوائر الكهربية والمحركات، وله قدرة هائلة على الاستشعار بالعيون واللمس والحركة بالايدى والأذرع والسيقان، والتفاعل بالإيماءات المناسبة للانفعالات للتعبير المناسب، ويحمل قدرات قوية لتقديم خدمات التعليم والترفيه والتنظيف وحتى البستنة، والغريب ان هناك أبحاثا تجرى من إلهام علم الأحياء لتصميم روبوتات تحصل على طاقتها من الطعام مثل البشر، لوضع اساس لعلم الروبوتات التطورى حسب نظرية (داروين) للتطور كما يؤكد (آلان وينفيلد) فى كتابه علم الروبوتات الذى أشار ايضا الى تجارب لإنتاج روبوت ميكرومترى دقيق بالانتقال الى نهج الهندسة الحيوية لتعديل البكتيريا الطبيعية بإضافة مكونات صناعية بمواد مغناطيسية لإنتاج روبوت اصطناعى وطبيعى حيوى لاستخدامها كروبوتات طبية دقيقة!
يصلح روبوت الذكاء الاصطناعى كرفيق مثالى لكبار السن الذين يعانون الوحدة ، فهو عضو مثالى فى شجرة العائله، يصلح كخادم مطيع وصديق مسل ومثقف كبير ذى معلومات وفيرة، فهو رفيق رائع يملك العديد من المواهب ومصادر المعرفة فى الادب والفن، بالاضافة إلى القدرة على التعبير بالعين والحاجب، فهو عضو حسب تلك الخصائص رائع فى شجرة العائلة!
هذا العضو على ما يحمل من مزايا وفوائد إلا أن هناك مخاوف مرعبة من هذا المولود. المرعب الجديد، تتلخص فى عدم السيطرة عليه، وقد تتولد لديه اهداف ذاتية مجهولة تضر بالبشر، وهى احتمالات واردة عندما يخزن بهذا الكم من المعلومات والمعارف!
أيضا هذا الدور الحميم مع البشر مهما يكن دقيقا فهو مصطنع ويفقد أهم مايعيش من أجله الانسان وهو العواطف الإنسانية الصادقة، فقد تهون الارض الا موضعا وقد يهون العمر إلا ساعة، فكيف لروبوت عبارة عن برامج وآلات ودوائر كهربية ان يملك روحا أو عقلا لإدراك ذلك، ويكون عواطف متبادلة تعطى للحياة معنى ومذاقها الخاص، ومن ذاق عرف ومنه اغترف!
فالحياة ليست مادية فقط فهناك الروح التى تتغذى على الحب ومنها عرفنا الحب الإلهي!!
وتمكن الممثل الامريكى (خواكين فينيكس) من التعبير عن العلاقة الغريبة بين الانسان والآلة فى فيلم هى Her عندما وقع فى حب نظام تشغيل ذكى بالتليفون وقضيا ساعات طويلة فى المحادثات حتى صار يعاملها كعاشق غيور، بعد ان تطورت علاقة حب عنيفة مع شخصية لا وجود لها!!
الذكاء الصناعى أصبح التقنية المهيمنة على المستقبل وهو الثورة الصناعية الخامسة التى تفرض نفسها على الجميع ، سواء رضوا بها أم رفضوها ، فهى حادث فارق فى التاريخ الحضارى لمحاكاة القدرات العقليه فى آلة من صنع الانسان، الا ان خروجه عن السيطرة يسبب رعبا قد يقضى على الحضارة البشرية وتكتب نهاية التاريخ بالفعل. إلا انه مازالت لدى القناعة بأن الاختراعات الحديثة تصب دائما فى مصلحة حرية الانسان، ولكن المخاوف المشروعة تحتاج الى جهد فلسفى مناسب للوصول لهذا الهدف!!
ولهذا حديث آخر
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية