يصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط منتصف الأسبوع المقبل، فى جولة تشمل السعودية والإمارات وقطر، ومن المتوقع أن تركز محادثاته على قضايا العلاقات الثنائية والاستثمارات، بالإضافة إلى المحادثات النووية مع إيران، والوضع فى اليمن. ولاتزال الحرب على غزة «الحاضر الغائب» خلال الجولة، حيث ستحدد نتيجة الوساطة الأمريكية للتوصل إلى هدنة، ما إذا كان ترامب سيزور إسرائيل، إذ يرغب فى حسم ملف غزة قبل وصوله إلى المنطقة، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست». وربما تضغط إسرائيل بإقرارها خططا لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا بعد انتهاء زيارة ترامب، وتهجير جميع السكان، نحو مليونى نسمة، إلى «منطقة إنسانية» واحدة فقط أو مغادرتهم طواعية إلى دول أخرى، وذلك بهدف إجبار حماس على التخلى عن شرط إنهاء الحرب قبل أى صفقة تبادل للمحتجزين والأسرى. وقد يستغل ترامب أى تقدم فى ملف غزة، لمحاولة تحقيق تقدم فى عملية السلام من خلال مبادرات جديدة، والدفع نحو استكمال الدول العربية التطبيع مع إسرائيل، لكن من المستبعد أيضا التوصل إلى حلول جذرية. وهناك أيضا الملف النووى الإيرانى، الذى تجرى مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأنه فى سلطنة عمان، حيث من المتوقع أن يسعى ترامب إلى حشد الدعم الإقليمى لسياسة أمريكية أكثر صرامة تجاه إيران بفرض عقوبات جديدة أو حتى التلويح بالخيار العسكرى، فى حالة فشل المفاوضات. من المنتظر أن يركز ترامب على تأمين المصالح الاقتصادية الأمريكية فى المنطقة، خاصة الطاقة، وجذب المزيد من الاستثمارات، وعقد الصفقات، خاصة فى مجال بيع الأسلحة. وسيسعى ترامب إلى تحويل تعهدات الدول الخليجية بضخ استثمارات فى الولايات المتحدة إلى واقع.