تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هم مَن خَانوا يا مُو!
لم تملك جماعة الإخوان الموبوءة بالخيانة والتى باتت خارج السياق الوطنى ومحسوبة على عدد كبير من أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، إلا أن تلجأ لصرف الأنظار عنها إلى تشويه صورة شخصيات وطنية مؤثرة فى مختلف المجالات على طريقة (رمتنى بدائها وانسلت)، خاصة أولئك الذين رفضوا الانسياق خلفها والترويج لدعايتها، ومنهم اللاعب المصرى العالمى محمد صلاح.
من خانوا هم من يحاولون وصم شرفاء الوطن بالخيانة تشفيًا وبحثًا عن متنفس يتيح لهم بعض الوقت العيشَ فى وهم أنهم بخير رغم خدمتهم لكل القوى الطامعة، ويصعب عليهم تحمل مظاهر الحب والتقدير الذى يكنه الملايين لأحد شرفاء الوطن الحقيقيين، لذا يحاولون رميه بعيبهم.
يزيد من حَنَق الإخوان ومن شابهها على صلاح الآن، أنه كشف نسختهم الدينية الصدامية المنغلقة فى بريطانيا والغرب عمومًا، عبر التعريف بالمسلم الطبيعى غير المنتمى لأى جماعة وكيف استطاع أن يحظى باحترام حتى مشجعى الفرق المنافسة، مُسهمًا فى معالجة معضلتى التطرف والإسلاموفوبيا مع ممارسة دينية هادئة ومنضبطة.
لقد انتشر فيديو على (سناب شات) صور مجموعة من اليمينيين الإنجليز، وهم يحيطون برجل آسيوى يتوسل إليهم ألا يقتلوه،
فسألوه عن اسمه، اجاب محمد،
فسأله أحدهم: هل تعبدالرب نفسه الذى يعبده (مو صلاح)؟
فأجاب بنعم،
فتركوه يذهب.
تشعر جماعة الإخوان بمأزق داخل بريطانيا التى تعدها أحد معاقلها؛ فصلاح وغيره انتصروا لنموذج المسلم المختلف عن الصورة التى كرسها المتشددون، وهو ما بلور صيغة تعايش بين مختلف الأديان والانتماءات، من شأنها تضييق المسالك على المتطرفين من الجهتين، عبر احتلال الفضاء العام بممارسة دينية ليست مستقاة ولا معبرة عن دين جماعات الإسلام السياسي.
نجح صلاح ـ ومعه آلاف المؤثرين المسلمين الشباب فى مختلف المجالات ـ فى دمج تدينه داخل ثقافة المجتمع السائدة، ما قوبل بتفاعل بنفس الحماسة من مشجعى فرق أوروبية صنعت له مجسمًا وهو ساجد ليُباع فى المتاجر،
واحتفى جمهور ليفربول به وهم يحتسون البيرة أثناء ترديدهم لأغنية (عبقرى اسمه محمد) (الملك المصرى)، ليتبلور تطبيق آخر للدين غير الذى تعتنقه مجموعات متطرفة،
فهذا مسلم يحتفى بأهدافه ساجدًا، وهذا مسيحى يغنى له وهو يحتسى البيرة، لتنصهر الأديان داخل حالة ثقافية جامعة، وإذا سادت ستسد على التطرف المنافذ، فلن يكون ساعتها مُلاحَقًا فقط بأجهزة أمنية واستخبارات، إنما بمد شعبى يعتنق ويفرض رؤية متسقة ومتآلفة مع الدين والحياة.
تكمن أهمية ذلك فى أن الدين بحد ذاته علاج قوى ويمكنه المساهمة فى الخير العام بما يمتلكه من قوة تأثير روحية ومشاعر جارفة، فهو إذن قابل لاستخدامه فى خدمة العنف من قبل المتطرفين وقابل لاستعماله فى خدمة السلام، وإذا نجح البريطانيون فى تحجيم التوظيف السياسى للدين مستفيدين من نموذج صلاح، فهم يثبتون صحة النظرية القائلة إن المجتمعات التى تعلمت كيف تضبط الدين فى الحَيِز العام هى الأكثر تفوقًا وسلامًا من تلك التى لم تتعلم».. بريطانيا تحتقر الإخوان رغم أنها توظفها، فهى أداة إستخباراتية تخدم مشاريع هيمنة، وبتعبير الماركسيين مجرد (مُغفَل مُفِيد)،
أما صلاح فتحترمه؛ لأن نسخته الدينية لا تشرعن العنف ولا تقهر الحريات الفردية، يساعد البسطاء بدون طمع فى مكاسب سياسية ويحترم عقائد الآخرين، والأهم أنه ليس كالإخوان التى تعمل ضد مصالح بلدها، أو كما قال العقاد عنها (جاسوسية مأجورة تتوارى بالإسلام للإيقاع ببلاد الإسلام).
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية