تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عرفت سر تقدم الصين

منذ عام 2018 لم تطأ قدمي أراضي الصين ومنذ 7 سنواتٍ تقريبًا عدت من رحلةٍ استغرقت 5 أيامٍ. -بالتأكيد- الصين تغيرت خلال السنوات السبع الماضية، التطور التكنولوجي أصبح من الصعب أن تجاريه إلا إذا كنت تملك التقنية فتفكر في الدخول في طابورِ جدول المبتكرين التكنولوجيين!

كنت سعيدًا أيضًا أنني استقل طائرة مصر للطيران إلى "جوانزو"، ثم منها إلى مدينة "تشنجدو"، تلك المدينة التي تعد من أهم مدن الصين، فهذه المدينة هي عاصمة مقاطعة سيتشوان في جنوب غرب الصين، وتعتبر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا ولوجستيًا مهمًا، فاقتصادها يرتكز على قطاعات متنوعة تشمل التقنية الفائقة، الإلكترونيات، الصناعات الدفاعية، المنسوجات، الزراعة، بالإضافة إلى كونها مركزًا سياحيًا رئيسيًا.

تشتهر المدينة بكونها موطنًا لمراكز البحث العلمي الكبرى، ولديها بنية تحتية ممتازة تشمل مطارين دوليين رئيسيين. نحن نتحدث عن دولةٍ داخلَ دولةٍ.

تجولت في شوارعها فوجدتني في مدينةٍ حديثةٍ جدًا من حيث الأماكن ومقاصد المطاعم الإيطالية والأمريكية حتى أكبر بيوت الأزياء الفرنسية والإيطالية لديها فروع داخل المولات.

أتحدث في هذا الشأن لأنني منذ 7 سنوات عندما كنت أذهب إلى مدن أخرى كان من الصعب أن تجد مثل هذا المستوى.

أعود إلى عنوان المقالة "عرفت سر الصين". نادرًا ما وجدت سيارةً أوروبيةً تسير في الشوارع فنحو 60% من السيارات التي تسير في الشوارع تسير بالكهرباء، بالإضافة إلى الموتوسيكلات والتوكتوك (صناعةٌ صينيةٌ)؛ لدرجة أن في الشوارع تجد شاحنًا في الأماكن المخصصة لتوقف الموتوسيكلات، هذا بالإضافة إلى الأماكن المخصصة لركوب العجل بمقابل ما يساوي 50 جنيهًا في الساعة.

ذهبت إلى مقر الشركة الداعية لزيارتها ضمن وفدٍ مصريٍ. هذه الشركة أصبحت تحتل المركز الأول في صناعة السيارات العالمية، تغزو أوروبا وتقلق أمريكا وتسيطر على الأسواق الناشئة، وصنعت في أول تجربة للسيارات الخارقة سيارةً هي الأسرع على كوكب الأرض!

وعندما استمعنا للمسئولين كان بداية فك الشفرة، وهي أن هذه الشركة تنفق على البحث العلمي سنويًا 25 مليار دولار، وعدد العاملين في مركز البحوث 120 ألفًا، ولدى الشركة 65 ألف اختراع تم إجازته جاهز للتطبيق.

هل تتخيلون حجم الإنفاق المالي على البحث العلمي في مجال السيارات لشركةٍ واحدةٍ في الصين؟!

هل عرفتم لماذا هي متقدمة ومتطورة في الصناعةِ عالميًا، فجرابها مملوء بالدراسات والاختراعات التي تخاطب المستقبل من خلال عقول أبنائها. عرفتم عندما قلت إن من يملك التكنولوجيا عليه الوقوف في الطابور، وليس المنافسة لهذا البلد المتسيد عالميًا.

أتمنى أن يكون لدينا الاهتمام بالبحث العلمي والإنفاق عليه فمصر مؤهلةٌ بعلمائها وشبابها المخترع للدخول في طابور تلك الشركات، وأكيد بقدراتنا سنرتقي إلى المنافسة فنحن نستطيع، وسيفعلها المصريون إذا آمنوا بضرورة البحث العلمي والإنفاق عليه من أجل المستقبل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية