فى المدن الأوروبية يتم تخصيص حارة فى الشوارع الرئيسية لأوتوبيسات وحافلات النقل العام والجماعى، الحارة مخصصة لهذا الغرض وحالات الطوارئ كسيارات الإسعاف والشرطة. رأيت ذلك على سبيل المثال فى العاصمة البريطانية لندن، ولك أن تتخيل الزحام الشديد فى الحارات الأخرى بالشارع الذى يمتد ربما لعدة كيلومترات فى ساعات الذروة، ورغم ذلك لا يجرؤ مواطن على دخول الحارة المخصصة لحافلات النقل الجماعى، لأن القانون صارم والغرامات باهظة، ويضاف إلى ذلك انه أصبح الالتزام بقواعد المرور ثقافة وسلوكا، والهدف من ذلك هو إعطاء الأولوية لوسائل النقل الجماعى، وتشجيع المواطنين على استخدامها للحد من الزحام، أرصد هذه المشاهد بمناسبة مناشدات المواطنين بضرورة عدم استخدام الحارة المخصصة لمسار الأوتوبيس الترددى والموجودة بالحارة اليسرى بكل اتجاه من الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى، وذلك للحفاظ على كفاءة واستدامة منظومة النقل الجديدة، والحد من الحوادث الناتجة عن تداخل المركبات بحارة الأوتوبيس الترددى، بالإضافة إلى دعم الانضباط المرورى على الطريق الدائري. وفى بياناتها ذكرت إدارة النقل انه يتم التعاون مع الإدارة العامة للمرور لإقرار مخالفة مرورية رادعة للمركبات التى تسير داخل الحارة المخصصة للأوتوبيس الترددى، وأن لديها ثقة كبيرة فى وعى المواطنين من مستخدمى الطريق بالالتزام بتعليمات السلامة والأمان بما يسهم فى المحافظة على الأرواح والمركبات. وفى النهاية هذا المشروع يقدم خدمة النقل الجماعى الصديقة للبيئة أنفقت الدولة عليه مليارات الجنيهات حتى يظهر بهذا الشكل الحضاري.

•  فاصل قصير: إذا رأيت البلاء يطهرك فهو نعمة، وإذا رأيت النعمة تطغيك فهى غضب.. الدكتور مصطفى محمود