تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هنا «رأس الحكمة»

بعد أن تحول حلم صفقة «رأس الحكمة» إلى حقيقة، نستطيع أن نخرج ببعض الملاحظات والنتائج من هذه الخطوة التاريخية:

أولا: تراب مصر يساوى ذهبا، واسم مصر وحده ماركة عالمية Brand Name وهو الذهب بعينه، ومن لا يدرك هذه الحقيقة من أبنائها، لا يستحق أن ينتسب إليها.

ثانيا: الاستثمار فى الاستقرار له ثمنه، وكل محاولة جرت لزعزعة استقرار مصر من 2011 وإلى الآن باسم الحرية والتعددية، وكل محاولة لإقحام مصر فى أى صراع و«السلام»، بدعوى أنها أم العروبة والأخ الأكبر، لم تكن سوى مؤامرات خبيثة لحرمان مصر من هذه النعمة، لأن هذه هى الطريقة الوحيدة لإضعافها، وإنهاكها، وتحويلها إلى «خرابة» أخرى.

ثالثا: لا استقرار، ولا سلام، دون قوة تحميهما، ولولا قواتنا المسلحة، لنهشت الذئاب فى لحم مصر وانتهكت سواحلها وأراضيها منذ زمن، وما كنا لنسمع شيئا وقتها، لا عن رأس الحكمة، ولا عن أى رأس، ولكنا الآن بالفعل نبيع ونفرط ونبدد.

رابعا: الرئيس «صح»، والدولة «صح»، والحكومة «صح»، وكل ما تم إنفاقه على مر سنوات لتحديث البنية الأساسية، هو ما اجتذب مليارات رأس الحكمة، وهو «ألف باء» الاقتصاد والاستثمار، وكل من انتقد الطرق والكبارى طيلة سنوات مدين باعتذار صريح للدولة.

خامسا: وهى مرتبطة بـ«رابعا»، فالخطوة الأولى لنهضة أى دولة، من اليابان إلى الصين إلى ألمانيا، وحتى سنغافورة ودبى، هى البنية الأساسية، التى يجب أن تأتى أولا، قبل أى طعام وشراب، و يجب ألا تتوقف، وأى حديث غير ذلك قد يشبع البطون، ولكنه لا يقيم دولا، ولا يصنع مستقبلا.

سادسا: المشروعات الكبرى، والمدن الجديدة، ليست «فنكوشا»، ولا إهدار مال عام، ولكنها دليل على وجود ناس «بتشتغل»، وتفضل العمل والإنجاز على الكلام والتنظير و«الهري».

سابعا: الإمارات شقيق «جدع» وصديق مخلص، ودولة آخر رقى واحترام، قيادة وحكومة وشعبا، وأى «هبد» آخر غير ذلك، لا قيمة له.

ثامنا: الإدارة التى تنجح فى رفع سعر متر أرض من خمسة قروش إلى ملايين الجنيهات، من العاصمة الإدارية إلى العلمين الجديدة ثم رأس الحكمة، هى إدارة تستحق الشكر، والتقدير أيضا، وإدارة ناجحة بكل المقاييس، ويكفى أنها ضربت بعرض الحائط تقارير صندوق النقد وفيتش وميتش فى ساعات قليلة، وبهدوء تام.

تاسعا: الإخلاء والتطوير والتحديث، تجربة تنموية مصرية خالصة ثبت نجاحها بأكثر من دليل عملى، من الأسمرات إلى ماسبيرو، وغيرهما، وغدا رأس الحكمة، ولم يعد مقبولا التشكيك فيها، ولا التمسح والتبرك فى كل ما هو بشع أو قبيح، لمجرد أننا اعتدنا القبح.

عاشرا: بين الشفافية والفوضى «شعرة»، وفارق كبير بين أن «تهرى» و«تنكت» كل يوم وأنت «تنخرب» على أى معلومة عن الصفقة، وأى تفاصيل عنها، على طريقة «حد يكلمنا» و«حد يقوللنا»، وكأنك «وصى» عليها أو عليهم أو علينا، وبين أن تتحلى بالمهنية الحقيقية، وتنتظر أن تأتيك المعلومة الرسمية، ومن مصدرها الأصلى، وبعد أن تكون الأمور قد تمت واتضحت، بلا تسريبات، ولا اجتهادات.

حادى عشر: فى مصر «لوبى» قوى جدا، و«شرير» جدا، لن تجده فى أى بلد آخر للأسف، لا يتمنى، ولا يسعده، أن تهنأ مصر بشىء، ولا لساعة واحدة، فبعد أن كان هذا اللوبى يحتفل مع كل طلعة شمس بـ«انتصارات» الدولار، وهيأ نفسه لبلوغه حاجز المائة جنيه، ولقرب انهيار مصر وإفلاسها، و«الاستثمارات بتهرب» و«المجاعة جاية»، جاءت رأس الحكمة وكأنها صفعة على أدمغة هؤلاء، ذكرتنا بـ«القفا» الشهير الذى تلقاه فريد شوقى فى فيلم «الفتوة»، لتبدأ بعد ذلك فقرة «ها نبيع الأرض»، وكأنهم لم يسمعوا عن شىء اسمه «استثمار» من قبل. وبعد أن تم توقيع العقود، والإعلان عن تفاصيل الصفقة، التى تعد شهادة ثقة هائلة فى الاقتصاد المصرى، انتقلنا إلى فقرة «نوزع الدولارات إزاى»، وكأنهم شركاء فى حكم البلاد، أو أنهم يعيشون فى جمهورية موز، بلا صاحب.

والآن، ومع بدء وصول دولارات الصفقة، انتقلنا إلى الفقرة الأكثر خبثا وخطورة، وهى «التفعيص» فى قضية تعويضات أهالى رأس الحكمة، والتى سيلعبون على وترها كثيرا خلال الفترة المقبلة، رغم أن الموضوع محسوم، وفقا لكلام رئيس مجلس الوزراء.

.. «رأس الحكمة»، اسم أطلقه الملك فاروق على تلك المنطقة الساحرة، لأنه رأى حكمة الخالق تتجلى فيها، والآن، «رأس الحكمة»، أن نثق فى بلادنا، ونستعيذ من هؤلاء الأوغاد كل دقيقة، تماما كما نستعيذ من الشيطان الرجيم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية