تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مع منتخبنا .. «بشرط»
قلوبنا مع منتخب مصر.
«زعلانين» منه؟ «نعم».
صدمتنا فيه كبيرة؟ «طبعا».
نشعر بتقصير المدرب واللاعبين أمام موزمبيق؟ «مليون نعم».
ولكن، هل نتوقف عن تشجيعه ومؤازرته لمجرد أنه تعادل فى مباراة وظهر بصورة سيئة عكس التوقعات؟ بالتأكيد لا.
للأسف، مفهوم الرياضة عندنا غريب «حبتين». فى الدنيا كلها، الرياضة فوز وهزيمة، إلا فى مصر. يجب أن تكون المسألة «عافية»، وفوزا فقط، على طول الخط.
لا نعترف بفارق المستويات، ولا بعامل الجهد والعطاء داخل الملعب، ولا حتى بالتوفيق وعدم التوفيق، واختلاف ظروف مباراة عن الأخرى.
المسألة ليست بالحضارة أو بالتاريخ، ولا بأسماء اللاعبين، ولا بقيمتهم التسويقية. مسابقاتنا المحلية عودتنا أن فريقا واحدا يفوز، وهو دائما الأكبر والأعلى والأغلى والأكثر شعبية، وهذا وضع غير طبيعى فى كرة القدم.
فى المسابقات الدولية الوضع مختلف.
فى كأس العالم، لا البرازيل تفوز دائما، ولا ألمانيا هى الأقوى على طول الخط، وقوى كبرى لا تتأهل أحيانا.
الآن، إفريقيا تنهض من سبات عميق، يجب أن نعترف بهذا. الأمر لا يتعلق بكرة القدم والرياضة فقط، بل بالاقتصاد أيضا، والحوكمة، والتنمية المجتمعية، وجذب الاستثمارات.
الزمن الذى كنا فيه نفوز بالثلاثة والأربعة على هذا وذاك راح ولم يعد. مصر لم تعد تلاعب نفسها فى بطولات الأمم كما كان يحدث فى الستينيات.
لاحظوا معنا ماذا يحدث فى البطولة الحالية. القوى الكروية التقليدية تتعرض لـ«بهدلة» حقيقية منذ بداية البطولة الحالية.
نيجيريا تعادلت، وكـذلك الكاميرون، والجزائر، وغانا خسرت من الرأس الأخضر، حتى موزمبيق، استهتر بها الجميع، إلا فيتوريا. والحق يقال، فقد تحدث فى المؤتمر الصحفى قبل المباراة عن قوة فريقها، وضرورة احترامه، لأنه يعرف بعض لاعبيه، ولكن كلامه لم يعجب. الكل كان يتوقع فوز مصر على «عقارب» موزمبيق برقم قياسى.
مدربهم نفسه كان يتوقع أن يحرز صلاح «هاتريك»، ولكنه فوجئ بما حدث، وفوجئ بمستوى المصريين، وبظروف المباراة الغريبة، التى لعبنا فيها سبع دقائق فقط، والآن، أصبح مشوار «الفراعنة» فى البطولة مهددا، ومطلوب منهم الفوز على غانا غدا، وعلى الرأس الأخضر فى المباراة الثالثة، حتى إذا تأهلنا للدور التالى، سيكون تأهلنا «سخيفا» للغاية، لأننا قد نتأهل ثانيا فى مجموعتنا، وقد نضع أنفسنا فى مواجهة منتخب قوى مبكرا، بعد أن كنا نتمنى أن تخدمنا نتائجنا، ونتصدر مجموعتنا، فنواجه منتخبات متدرجة فى القوة حتى نهاية البطولة، وطبعا، «عيب» جدا أن نتأهل ضمن أفضل «الثوالث»، ولا ننسى أن ثالث مجموعتنا قد يصطدم بالسنغال أو الجزائر!
الطريف أن محللين ونقادا كثيرين، وبخاصة من تونس والمغرب والجزائر، تحدثوا بكل ثقة بعد مباراة موزمبيق عن أن المنتخب المصرى سيكون فى المباراة النهائية كالعادة، فهم يرون أن «الفراعنة» يبدأون بطولات الأمم دائما بأقل المستويات، وبعد ذلك، يتطورون فى المستوى الفنى والبدنى، إلى أن يصلوا إلى أبعد نقطة، ونتمنى أن تكون حساباتهم صحيحة.
ولكن، بعيدا عن التوقعات والتاريخ والتفاؤل والتشاؤم ونظريات «الكعب العالى»، علينا أن ننظر لأنفسنا أولا، فالرجال مواقف، والمصريون رجال، والمواقف الصعبة، هى من تفرز الرجال، ومنتخب مصر الذى نؤازره ونشجعه ونؤيده ويرفع علم مصر لا يستحق أن نتخلى عنه، إذا ما تعثر فى مباراة، بشرط أن تعود للاعبين «رجولة» الملعب، و«حمية» تى شيرت مصر، ويجب أن تصل هذه المؤازرة، وهذه الثقة، إلى لاعبينا فى كوت ديفوار، لأن فاقد الثقة لن يستطيع أن يهزم غانا ولا الرأس الأخضر.
المنتخب الذى يرفع علم مصر ويضم أفضل اللاعبين يستحق المؤازرة حتى النهاية.
ادعموهم بكل الصور، وكل الأشكال، حتى النهاية، فلا قيمة لمشجع الكرة لو اكتفى بمؤازرة فريقه وهو فائز فقط.
ادعموهم، فهناك «مرضى نفسيون» يعيشون بيننا يتمنون لمنتخبنا الخسارة، ولصلاح الفشل، بل وبعضهم يشجع منتخب جنوب إفريقيا «الشقيقة»، ولو كانت إسرائيل «صديقتهم» مشاركة فى البطولة لشجعوها أيضا!
وأول وأقوى مظاهر الدعم والمؤازرة أن نرفع علم مصر وحده فى المدرجات، وألا نهتف سوى لمصر وحدها، حتى يشعر اللاعبون بأنهم يلعبون من أجل الفوز فقط، ومن أجل 100 مليون مصرى، ومن أجل قميص وعلم ووطن، لا من أجل أى شىء آخر.
وأعتقد بأن الكلام لا يحتاج توضيحا أكثر من ذلك.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية