تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > هاني عسل > مصر و«الترانسفير».. والخونة

مصر و«الترانسفير».. والخونة

الترانسفير لن يحدث.

 

لن يحدث يعنى لن يحدث.

مصر لن تقبل، إسرائيل ستتراجع، الفلسطينيون لن يتخلوا عن أرضهم، المجتمع الدولى سيرفض، المهم أنه لن يحدث.

كان من الممكن أن يتحقق فى حالتين: لو بقى الإخوان فى السلطة، أو لو كانت مصر يحكمها رئيس «بالصدفة»، كما كانوا يحلمون, ولا تندهشوا، فقد كان لدينا من يعد أنصاره بحكم «مدني» ومصالحة مع الإخوان ووقف التجنيد الإجباري، وأشياء من هذا القبيل، ولفظهم المصريون سريعا.

مهما كانت الضغوط والخدع، لن يستطيع أحد فرض مؤامرة كهذه على مصر، رئيسا وجيشا وشعبا.

الوضع فى غزة مؤسف، ولكن المعلن حتى الآن، رسميا على الأقل، أن كل الأطراف تتنصل من هذا «المخطط», صحيح أن معظمهم، بقادتهم وإعلامهم، إما كاذبين ومخادعين، أو قتلة ومتواطئين، ولكن الرسالة وصلت إليهم واضحة، عبر مختلف قنوات الاتصال، وعلى كل المستويات، وأولها من الشارع المصرى نفسه، فى مسيرات دعم غزة ورفض التهجير، التى حاول «أعوان الصهاينة» فى مصر إفسادها، أو تحويل دفتها.

أمريكا قبل أيام، وتحديدا يوم الأحد، ردت للمرة الأولى علنا على موضوع خطة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو الأردن، بتصريح مقتضب لبلينكن لقناة «العربية» قال فيه: «سمعت بشكل مباشر من الرئيس عباس ومن قادة آخرين فى المنطقة بأن هذه الفكرة مرفوضة تماما، ولذلك فإننا لا ندعمها، ونؤمن بأن الفلسطينيين يجب أن يبقوا فى غزة، فى بيوتهم، ولكن نريد أن نتأكد أنهم يحصلون على المساعدة التى يحتاجون إليها». أوروبا أيضا، تعتبر إصرارها على دخول المساعدات الإنسانية لغزة، وتبنيها حل الدولتين، بمثابة تأكيد «عملي» على رفضها هذا المخطط، بل وتراه «غير قابل للتطبيق أصلا». إسرائيل نفسها تنصلت من هذا الكلام، وسفيرتها فى القاهرة أميرة أورون غردت على منصة «إكس» بتاريخ 10 أكتوبر بأن سيناء «أرض مصرية»، وإسرائيل ملتزمة بمعاهدة السلام مع مصر، وليست لديها خطط بهذا المعنى، رغم أن تسريبات الخطة كان مصدرها إسرائيل نفسها.

فى مؤتمر القاهرة، لاحظنا أن جميع القادة العرب والأفارقة الذين تحدثوا، بلا استثناء، تناولوا مخططات تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، برفض شديد، وإدانة أشد، مما يعنى نجاح مصر فى تشكيل لوبى إقليمى ودولى ضد «الفكرة» الشيطانية، بينما تحاشى المسئولون الغربيون الحديث عن هذه النقطة، وإن كانت الرسالة وصلت، كما قلنا،وموقف مصر «الشرس» هذا، يعنى شيئا واحدا، هو أن إسرائيل نفسها، حتى وإن كانت لديها خطة سرية تم فضحها لتحويل قطاع غزة إلى «حلة بريستو» قابلة للانفجار تحت وطأة القتل والتجويع والحصار، ودفع الفلسطينيين طوعا أو كرها خارج القطاع، بحثا عن مأوى فى سيناء أو الأردن، فإنها تدرك جيدا أن هذا معناه الدخول فى مواجهة مباشرة مع مصر، وهو خيار يثير الرعب فى إسرائيل.

وكالة «أسوشييتدبرس» الأمريكية نقلت عن عاموس جلعاد المسئول السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن الغموض المحيط بمخطط «الترانسفير» الفلسطينى لسيناء أمر يهدد بتدمير العلاقات مع مصر، وأكد أن السلام مع مصر مهم جدا، وأساسى لأمن إسرائيل، بل وللمنطقة بأكملها، بل واقترح أن يبادر نيتانياهو بالاتصال بقادة مصر والأردن للإعلان بشكل قاطع أن الفلسطينيين لن يخرجوا من غزة، ولذلك، فإن استدامة دخول المساعدات لغزة أمر حيوي، ويضغط العالم من أجله.

هذا هو الاتجاه فى إسرائيل حاليا، فجيش لا يزال يخشى من اقتحام غزة برا خوفا من «البهدلة»، ترتعد فرائصه بالتأكيد إذا سمع اسم «مصر» فى أى سياق، حتى تفاصيل الخطة المعلنة من جانب وزير الدفاع الإسرائيلى بشأن غزة تؤكد هذا الاتجاه، فقد اختلفت على ما يبدو، وفقا للموقف المصرى والعربى والدولي، فهو يتحدث الآن عن خطة من ثلاث مراحل، تبدأ بالغارات والقصف الجوى والمدفعى للقطاع، وهو ما يجرى الآن، وتستكمل بمرحلة هجمات برية وعمليات «نوعية» هدفها القضاء على حماس، وهو ماتتردد فيه حتىالآن، أما المرحلة الثالثة، فهى فرض «نظام أمني» جديد فى غزة، بحسب تعبيره، تتخلى فيه إسرائيل بالكامل عن أى مسئولية لها تجاه القطاع وأوجه الحياة فيه، ولكن دون أن يوضح كيف سيعيش الناس هناك، وهنا نعود لنؤكد أهمية استمرار المساعدات، واليقظة أيضا.

وتبقى كلمة أخيرة: نثق تماما فى رئيسنا، وجيشنا، وفى شعبنا أيضا، ولكن حجم «الخونة» و«الجهال» و«المتنطعين» بيننا «مقلق» جدا، بل «مرعب»، والوضع الحالى لا يحتملهم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية