تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
للكبار فقط!
هل سألت نفسك: «ماذا يفعل ابنك على الموبايل»؟
هل حاولت مرة أن تلقى نظرة عليه، ولو خلسة، لتعرف ماذا يتصفح، وماذا يشاهد، وماذا يقول؟
هل نحن فخورون بأبنائنا وبناتنا وهم «مقيمون» فى عالمهم الافتراضى، دون أن يكون لديهم أدنى اهتمام بتعليم أو تحصيل أو قراءة أو تنمية مهارات، أو حتى تذوق للفنون؟
اطلب من ابنك «تسميع» آية «الكرسى» أو «الفاتحة»، أو اسأله ماذا تعرف عن عباس العقاد.
اسأل ابنتك عن آخر كتاب قرأته، أو ماذا تعرف عن صفية زغلول أو بنت الشاطئ، أو حتى «أم كلثوم». هل نحن سعداء بهم هكذا؟
هل نحن مطمئنون وسقف طموحاتهم ورغباتهم تتسع وتتزايد وتكاد تنفجر حتى تبلغ حدود اللامعقول واللامتاح، لتصل إلى درجة شراء قصر فى موناكو، أو سيارة فاخرة، أو القيام برحلة إلى الكاريبى، وبطبيعة الحال، كراهية العيشة واللى عايشينها، وفقدان الانتماء لأى أسرة أو وطن أو دين؟
هل سنبقى «متفرجين» هكذا للأبد على أجيال «تطمس» بالكامل، ولا نفيق إلا على حادثة أو فضيحة أو جريمة قتل أو ابتزاز، ووقائع مخزية، وبيوت تخرب، ولا نملك سوى مزيد من «التصفيق» لعصر التكنولوجيا، والانبهار بزمن «الحريات» وتداول المعلومات، ونظم قصائد الغزل فى قوة السوشيال ميديا؟!
فى أوروبا، يناقشون الآن تشريعات جديدة تضع قيودا على استخدام «العيال» لمواقع التواصل الاجتماعى.
..«واحنا قاعدين»!
الرئيس الفرنسى دعا فى خطاب رسمى الدول الأوروبية إلى فرض حظر على استخدام السوشيال ميديا لمن هم أقل من 15 عاما، إلا فى وجود رقابة أسرية.
فرنسا «سبقت» أوروبا فى هذا الاتجاه، وأقرت منذ يوليو الماضى تشريعا يلزم شركات السوشيال ميديا بمنع استخدام الأطفال أقل من 15 سنة للمواقع، إلا فى ظل وجود الأبوين، أو تحت إشراف عائلى مباشر، مع تغريم الشركات المخالفة 1٪ من إجمالى مبيعاتها عالميا!
ماكرون قال فى خطاب بجامعة السوربون قبل أيام: «هل يجرؤ أى منا على إرسال ابنه أو ابنته إلى الغابة بمفرده وهو فى سن الخامسة أو العاشرة، أو حتى الثانية عشرة»؟
ماكرون يريد أن تفعل أوروبا المثل.
وبالتأكيد، الطريق صعب.
فدول أوروبية كثيرة، تعتبر قوانين الـ«Age Limits» أو الحدود العمرية هذه، منافية للحريات، وقيود كهذه تضر بمصالح شركات التسويق والإعلان، التى لا تبحث إلا عن مصالحها، ولا تعنيها أبدا قضايا المجتمع والتنشئة والأخلاق.
ولكن، يحسب لفرنسا أنها ألقت حجرا فى المياه الراكدة، بعد أن كان الاقتراب من مافيا شركات السوشيال ميديا فى الغرب من «المحرمات».
فى بريطانيا، ناقشوا فى أبريل الماضى مقترحا بحظر استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لمن هم أقل من 16 سنة، بل وعلى امتلاك الهواتف الذكية من الأساس، ليصبح «للكبار فقط»، وذلك بعد جريمة مأساوية هزت المجتمع هناك، حيث لقيت فتاة مصرعها على يد مراهقين اثنين عمرهما 15 عاما، متأثرين بمحتوى عنيف على النت، لتلجأ أم الضحية إلى إقامة دعوى قضائية تطالب فيها بمنع من هم دون 16 عاما من استخدام مواقع التواصل!
«الميل» البريطانية نشرت تقريرا مفزعا يحذر من أن ارتباط المراهقين الآن بالجلوس لساعات طويلة أمام السوشيال ميديا حولهم إلى كائنات سلبية محبطة، ولا تريد التعلم والاطلاع والاستكشاف، والسبب اقتناع شركات الميديا أن المحتوى الذى يولد مشاعر سلبية هو الأكثر جذبا للانتباه! .. (واخد بالك)؟
أمريكا نفسها ناقشت قوانين مشابهة، وولايات بادرت وسنت قوانينها الخاصة.
إذن، نحن أمام «نوبة صحيان» عالمية.
أما فى مصر، فما زلنا نتحدث واهمين عن «قوة» السوشيال ميديا.
وما زالت صفحات وبوستات تحدد «أجندة» اهتماماتنا وقضايانا، وتصنع الرأى العام!
نعم، توجد إيجابيات، ولكنها قطرة فى بحر مظلم.
لا أتحدث فقط عن دعم الإرهاب، وتشويه السمعة، ونشر الأكاذيب، وتمجيد «الإحباط»، ولكن أتحدث أيضا عن «لايكات« خربت بيوتا، و«بوستات» تسببت فى طلاق، وتعليقات ومناقشات قطعت أرحاما ومزقت أصدقاء وجماعات، ومواقع وصفحات وفيديوهات خربت عقول أجيال بأكملها ملايين، ودفعت الرأى العام إلى اتجاهات خاطئة.
أتحدث عن أجواء «بلهاء» صنعت من «مجاهيل» نجوما وخبراء وقادة رأي!
أما سباقات التحدى المجنونة بين الشباب والفتيات على «تيك توك»، فتؤكد لنا أن القيامة اقتربت كثيرا!
.. الوضع جد خطير، ويحتاج وقفة عاجلة، وقوانين لا تجامل، ولا ترحم، ولا تقتصر على المراهقين وحدهم فى مصر تحديدا، إذا لزم الأمر!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية