تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لعبة «حظ» أم «شطارة»؟
عفوا، لحظة واحدة، لأن كل شىء «تلخبط»، والنقاط ليست على الحروف، والحروف نفسها تاهت.
كرة القدم هى مجرد كرة قدم، لعبة، كأى لعبة أخرى، عبارة عن قيراط «شطارة»، وفدان «حظ وتوفيق»، لا هى سياسة، ولا هى علم، ولا هى اقتصاد، ولا علاقة للفوز والهزيمة فيها بدين أو بعرق أو بحضارة أو بتاريخ.
قد يكون التفوق فى الألعاب الأوليمبية مرتهنا بشكل مباشر بقوة الدول اقتصاديا، ولكن فى كرة القدم، لا.
الميدالية الأوليمبية تحتاج لتخطيط وإنفاق وعلم وتكنولوجيا، منظومة نجاح متكاملة لا تملكها إلا الدول المتقدمة، ولهذا، جدول ميداليات الأوليمبياد تحتكره القوى العظمى دائما وأبدا، كأمريكا والصين وروسيا، و«الغلابة» فى ذيل القائمة، وميدالياتهم استثناءات، أما فى كرة القدم، فالوضع مختلف تماما، فاللعبة للجميع، والمنافسة للجميع، والصغير يستطيع كسر أنف الكبير فى ظروف معينة، والمجتهد يخسر أحيانا، بل كثيرا، والمفاجآت سر متعتها.
من لا يصدق، عليه أن يحسبها بالمنطق والدليل.
من هى المنتخبات الأكثر تفوقا فى هذا المونديال، أو فى غيره؟
هل هى الدول الأكثر مساحة؟
روسيا والصين ليستا فى المونديال، وكندا خرجت من الدور الأول!
هل هى الدول الأقدم، أو الأكثر سكانا، أو الأكثر تاريخا وحضارة؟
أين الهند؟ وما علاقتها بكرة القدم؟ وماذا عن المكسيك واليونان وإندونيسيا؟!
هل هى الدول الأقوى سياسيا؟
أمريكا ودعت مبكرا، الخمسة الكبار فى مجلس الأمن لم يتأهل منهم إلى المربع الذهبى سوى فرنسا!
هل هى الدول الأقوى اقتصاديا؟
ألمانيا غادرت من الدور الأول، واليابان وكوريا قدمتا عروضا قوية، ولم تكملا المشوار!
نصف دول مجموعة العشرين لم يتأهل أصلا للمونديال الحالى، والنصف الآخر لم يفعل شيئا، باستثناء «الديوك الفرنسية».
أستراليا والمكسيك أخفقتا، وجنوب إفريقيا غائبة.
هل الأمر له علاقة بالفقر والغنى؟
الكاميرون «النامية» هزمت البرازيل «الصاعدة»، ودول الرفاهية المطلقة بعيدة تماما عن المشهد، السويد والنرويج وفنلندا «غياب»، والدنمارك وسويسرا وبلجيكا «خيبة قوية»، وهولندا البرتقالية الجميلة، خرجت من دور الثمانية على يد دولة تعانى الإفلاس منذ عقود!
وحتى بحسابات وموازين القوى الكروية نفسها، لا يوجد شىء محسوم على الإطلاق، فلا يوجد فى الكرة صغير أو كبير، فالأكثر موهبة يخسر، والأفضل تكتيكا يخسر، والقوى العظمى كرويا لا تضمن أى شىء.
البرازيل، الأفضل دائما والأكثر فوزا بالمونديال، خرجت من البطولة أمام كرواتيا، أوروجواى فشلت فى تخطى الدور الأول، الأرجنتين تكافح للوصول إلى المباراة النهائية، ولولا ميسى ما تقدمت خطوة، بلجيكا خسرت من المغرب، ألمانيا خرجت بفضيحة، إيطاليا، «فاكهة» كرة القدم فى العالم، لم تتأهل للمونديال للمرة الثانية!
ما هو سر التفوق فى كرة القدم إذن؟ هل هو «الدين» كما زعم بعض «المجاذيب»؟
فى العالم كله دولتان قائمتان على أساس دينى: إسرائيل، ولا تفقه شيئا فى كرة القدم، والفاتيكان لديها منتخب هواة ليس عضوا فى الفيفا!
محاولة إقحام الدين، وتحديدا الإسلام، فى المونديال، وفى كرة القدم، محاولة فاشلة، ولم يقدم عليها إلا غبى أو جاهل أو تاجر دين، فاز المسلمون فى مباريات، وخسروا فى أخرى!
طيب هل الأمر مرتبط بالتفوق العرقى؟
تاريخيا، الصراع الكروى سجال بين الأوروبيين واللاتينيين، ولكن الأفارقة والآسيويين والعرب يفوزون أحيانا، وأى تفسير فى هذا الاتجاه هو من حيث المبدأ «عنصرية» بغيضة.
والأمر أيضا ليس بالأجسام ولا بالأطوال، ولا حتى بالمهارة، ولا بالتدريب، ولا بالتكتيك، فعمالقة الدنمارك فشلوا، و«روبوتات» اليابان وكوريا الجنوبية هزمت منتخبات معظم لاعبيها تزيد أطوالهم على 190 سم، ثم خسرت، أفضل لاعب فى العالم هو معجزة ضئيلة الحجم اسمها «ميسى»، أفضل مدربى العالم أخفقوا، الأسطورة فان جال فشل، والركراكى المغمور نجح، من سونج الكاميرونى تفوق على تيتى البرازيلى، معظم ما يقال فى استوديوهات التحليل عن الـ«جرينتا» والـ«تاكتيكس» مجرد «خزعبلات»، وشغل أكل عيش!
كرة القدم ليست لعبة حسابات، ولا منطق، فهى كما قلنا، قيراط شطارة، وفدان حظ.
ميمى الشربينى كان يتحدث دائما عن «الجنرال حظ»، الذى يفعل كل شىء فى كرة القدم، ولا يقف دائما مع المجتهد كما يشاع!
بدون حظ أو توفيق، ستصطدم تسديداتك فى العارضة، ويضيع أفضل لاعبيك أغرب الفرص، وركلات الترجيح أيضا، وبالحظ والتوفيق، سيسجل خصمك المتواضع هدف الفوز من هجمة وحيدة، ثم يردد بعد المباراة «أنا عتريس، بل 30 عتريسا»!
هى «دور» كوتشينة أو طاولة أو «مونوبولى»، «الشطارة» فيها موجودة، ولكن الحظ هو كل شىء، وهذه هى متعتها، أما أى تفسيرات أو استنتاجات سياسية أو اقتصادية أو دينية لما يجرى على ترابيزة «الروليت» الممتعة هذه، فهو «هراء».
استمتعوا بكرة القدم على هذا الأساس، بلا أوهام.
.. ومن لديه أقوال أخرى، فليتفضل!!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية