تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى انتظار «المقترح المصرى»
تراجع حديث «التهجير» نسبيا.
نجحت مصر فى فرض كلمتها وموقفها، بهدوء، وحكمة، واتزان، وبدون أن تخسر أحدا.
تصريحات ترامب والمسئولين الأمريكيين خلال الأيام الماضية تؤكد أن «الهوجة» تهدأ، أو هدأت بالفعل.
ترامب بدأ ولايته بالحديث عن أن مصر والأردن «ستقبلان» خطة نقل الفلسطينيين إلى البلدين.
وبعدها بأيام قال إنه يعلم بأن اقتراحه قوبل بالرفض من جانب مصر والأردن.
ثم بدأ يتحدث عن أن حديثه عن غزة لا يعنى وجودا عسكريا أمريكيا فى القطاع.
وبعد ذلك، انتقل إلى تصريحه الشهير وهو أنه «لا داعى للعجلة بشأن تنفيذ خطة غزة».
ثم انتهى به الأمر إلى تصريح واضح من وزير خارجيته ماركو روبيو يقول فيه إن «مصر لديها تصور بشأن إعادة إعمار غزة».
وبين كل تصريح وآخر، كان هناك دور مؤثر للغاية من عدة أطراف، سواء عبر المحادثات التى أجراها وزير الخارجية بدر عبدالعاطى فى الولايات المتحدة، أو خلال زيارة الملك عبدالله الثانى ملك الأردن واشنطن ولقائه مع ترامب، أو حتى من خلال النجاح الهائل الذى حققته الدولة المصرية فى حشد دعم هائل غير مسبوق من المجتمع الدولى لموقف مصر الرافض للتهجير، والداعى إلى إمكانية إعادة إعمار غزة بدون خروج فلسطينى واحد من القطاع.
وانتهى الأمر بالتصريحات الأبرز التى خرجت من حركة حماس، والتى أعلنت فيها، وللمرة الأولى، أنها لن تشارك فى إدارة شئون غزة خلال المرحلة المقبلة.
وتزامن هذا التحول الحمساوى مع ما كشفت عنه قناة «القاهرة الإخبارية» عن وجود اتصالات مصرية مكثفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إعادة إعمار غزة وإغاثة السكان هناك، تأكيدا لما سبق أن أعلنته مصر نفسها أيضا قبل بضعة أسابيع عن اتجاه لتشكيل «لجنة إسناد مجتمعى» لإدارة شئون القطاع، خاصة فى ظل صعوبة، بل استحالة، بدء أى عملية لإعادة الإعمار ممولة جيدا، عربيا وأجنبيا، فى وجود حماس على الأرض.
كل هذا يؤكد أن مصر بالفعل نجحت فى فرض كلمتها.
لم يعد هناك من يؤمن بجدوى خطة تهجير الفلسطينيين سوى شخصين اثنين فقط: ترامب ونيتانياهو، وحتى هذان الاثنان، لم ينطقا بشىء عن هذا الموضوع منذ أسبوع على الأقل.
لم تنجح مصر فى حشد المجتمع الدولى فى صفها فحسب، وإنما جعلت العالم فى وضع «الانتظار» تمهيدا للكشف عن تفاصيل خطتها، أو «الرؤية المصرية»، أو «التصور المصري»، حسبما قيل فى مناسبات عدة، بشأن مستقبل غزة.
وساعد مشهد اصطفاف شاحنات الإغاثة عند معبر رفح، وتكرار زيارات الوزراء والمسئولين والدبلوماسيين الأجانب إلى منطقة تجهيز المساعدات، واستقبال المصابين الفلسطينيين، على توصيل الرسالة المصرية، وهى أن مصر قادرة على تنفيذ ما وعدت به.
وقبل أيام، زار مصر وفد الكونجرس اليهودى العالمى الذى يفترض أنه يمثل الصوت اليهودى على المستوى الدولى، وخرج رئيس الوفد رونالد لاودر بعد لقائه الرئيس السيسى يقول «نحن فى انتظار المقترح المصرى العربى بشأن غزة»، خاصة بعد أن أبلغه الرئيس السيسى بوضوح أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين، وأن لدينا خطة «متكاملة» لإعادة إعمار قطاع غزة.
طبعا، كل هذا لا يمكن أن يرضى غرور إسرائيل، التى أطلقت حملة مسعورة عبر إعلامها، بالتعاون مع كتائب الإخوان الإلكترونية، للضغط نفسيا على مصر، أو لتوريطها فى أى «مصيبة».
فقد نشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تقريرا «يتفاخر» بالضغوط الاقتصادية الأمريكية على مصر لكى تقبل خطة التهجير، وهو ما رد عليه الرأى العام الشعبى المصرى بوضوح، بأنه لن يرضخ لأى ضغوط.
كما نشرت صحيفة «إسرائيل هيوم» تقريرا عما سماه «تحركات مصر المقلقة» فى سيناء، وهو ما رد عليه المصريون أيضا بمزيد من الاصطفاف خلف قيادتهم السياسية والعسكرية.
وكان للتحركات الدبلوماسية المصرية دور كبير فى التغير الملحوظ فى الموقف الأمريكى.
وكان للموقف العربى الموحد الذى سيتصاعد لحين عقد القمة العربية الطارئة دور مؤثر أيضا، نخص بالذكر موقف السعودية «القوى».
وكان للحديث عن ابتعاد أو «إبعاد» حماس عن المشهد، الدور الأكبر بطبيعة الحال.
«رويترز» تقول إنه كانت هناك أربع خطط لمستقبل غزة، ولكن المقترح المصرى يبدو البديل العربى الأقرب والمتفق عليه لخطة ترامب، خاصة بعد أن نقلت القنوات الدبلوماسية والإعلامية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط إلى واشنطن بوضوح حجم الاستياء العربى، رسميا وشعبيا، من تصريحات الرئيس الأمريكى.
.. ومع ذلك، «خلى السلاح صاحى».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية