تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فضيحة الحسابات الوهمية
فاجأ الملياردير الأمريكى إيلون ماسك صاحب منصة «إكس» - أو «تويتر» سابقا - العالم، وكشف الستار عن آلاف «النصابين» الذين يتخذون من منصته ملاذا لهم ولجرائمهم ومخططاتهم. فى لحظة «صفا»، فاجأ صاحب «المحل» الكل، وأبلغ الشرطة عن «زبائنه»، بالأسماء والعناوين، وسلمهم «تسليم أهالي» كما يقولون! فعل ذلك بهدف تصحيح مسار منصته، وربما من باب التسلية، ولكنه فى النهاية، فعلها! أضيفت إلى «إكس» فجأة خاصية كشف جميع بيانات صاحب الحساب، وبخاصة المكان الذى يبث منه، وإذ بنا نكتشف أن عددا كبيرا جدا من الحسابات الشهيرة والمؤثرة على المنصة، مزيف، أو لشخصيات وهمية، أو مجرد «روبوتات» يتم توجيهها وتحريكها عن بعد، للحديث عن قضايا رأى عام، لخدمة أغراض محددة!
هذه الخطوة من جانب «إكس»، فتحت «الصندوق الأسود» للكذب والتدليس فى العالم، وفضحت خبايا وكواليس شبكة معقدة من الحسابات الوهمية واللجان والكتائب الإلكترونية الموجهة، والتى تدار من دول مختلفة، بغرض بث الشائعات والوقيعة بين الدول. ومصر على رأس الضحايا، ومن أكثر الدول المستهدفة بهذه الحملات، وبح صوتنا طوال أكثر من عقد كامل ونحن نحذر من خطورة هذه الحسابات الوهمية وأفعالها، وأهداف من وراءها، بل وحذرنا صراحة من التحالف الإلكترونى والعملياتى الصريح بين إسرائيل والإخوان.
لقد كشفت خاصية «حول هذا الحساب»، أو About This Account، التى أطلقتها منصة «إكس» حديثا، عن أن حسابات كثيرة تحمل أسماء مصرية وعربية، وتتحدث وكأن أصحابها مصريون أو سعوديون أو سوريون، وتدار فعليًا من مواقع بعيدة كل البعد عن العالم العربي، فبعضها يدار من تركيا أو ماليزيا أو بريطانيا، وعدد كبير منها يدار من إسرائيل ذات نفسها! يعنى حسابات تحمل أسماء مصرية، وتسب وتلعن فى مصر وشعبها، وتنشر الأخبار المغلوطة، وتثير الفتن مع دول أخرى شقيقة، ويتضح من خلال الخاصية الجديدة أن أصحابها موقعهم «إسرائيل»!!
وحسابات أخرى مصرية أو مغربية أو جزائرية مهمتها إثارة الوقيعة بين مصر والجزائر مثلا أو المغرب، اتضح أنها لـ«روبوتات»، أو لأشخاص يقيمون فى دول آسيوية أو فى شرق أوروبا، أو فى إسرائيل أيضا! يعنى لا المصريون مصريين، ولا السعوديون سعوديين، ولا المغاربة مغاربة .. إلخ! كله تمثيل فى تمثيل، وكذب فى كذب.
والهدف «الوقيعة»، و«الفتنة»، وكله على حساب صاحب «اللجنة»، الذى هو الذى فى «الموساد»، أو فى مكتب «الإرشاد»، وهناك حديث عن أن من يدير هذه الشبكة جهات مثل الفرقة 8200 فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتخصصة فى إدارة الحرب السيبرانية والإلكترونية، وهى وحدة معروفة تاريخيا بمسئوليتها عن الحملات الموجهة التى تستهدف الداخل العربي. وحدوتة الروبوتات هذه هى التفسير الوحيد لوجود حسابات وصفحات تظهر وتختفى بين عشية وضحاها، وإذا حاولت التفاعل معها تجدها صماء تماما، وغير موجودة، وكأن صاحبها مات، وهو فى الحقيقة روبوت استفزك بتعليق أو شتيمة، وأدى مهمته، ورحل!
هذه «الفضيحة» الكاشفة تزيدنا ثقة فى أن الحملات المسيئة ضد مصر لم تكن صادرة عن مواطنين عاديين، أو طرف يعتد به، بل كانت عملية منظمة مهمتها أن تجر وراءها الكثير من السذج، والهدف النهائى تحجيم الدور الريادى لأكبر دولة فى المنطقة، وشيطنة وعفرتة وتسويد كل قرارات مصر وخطواتها، وإفساد علاقاتها بجيرانها، والمؤسف من يسير فى ركاب ذلك من كتاب ومحللين كبار!
إن ما فعله إيلون ماسك «ضربة معلم»، ولحظة حقيقة، انتظرناها طويلا، وتعرية الحسابات الوهمية على «إكس» لم تكن مجرد مسألة تقنية، بل كانت كشفا لوجه آخر من حروب العصر الحديث التى تخاض بعيدًا عن ساحات القتال التقليدية، فدور هذه الحسابات الوهمية شديد الخطورة والتأثير فى توجيه الرأى العام، المنبهر بكل ما يكتب ويقال على منصات التواصل. ومن أراد أن يعرف مثالا ملموسا على «شغل اللجان» الموجه، فليسترجع محاولات الوقيعة بين مصر وأشقائها، وحملات «الضرب» فى المتحف الكبير، وما يتعرض له برنامج «دولة التلاوة» من هجوم شرس هذه الأيام، والمطلوب دولة مشتعلة بالأزمات، وشعب ناقم ساخط مكتئب على طول الخط، ودولة فاشلة لا تستطيع اتخاذ قرار أو تنفيذ مشروع أو تطبيق قانون، كى لا تتقدم سنتيمترا واحدا للأمام، فى أى مجال. .. ولكن الآن، كل شيء سيتغير بعد هذه الفضيحة. ويالها من فضيحة مبهرة! فقط، شيء من الوعي. ... الوعى ثم الوعى ثم الوعي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية