تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

زقزقة العصافير

 النقل والمواصلات والمرور فى اليابان شىء «فوق الخيال»!

الأكل والشرب «ممنوع» فى المترو والقطارات، والتدخين طبعا.

الموبايلات «سايلانت»، آه والله العظيم!

التحدث مع جارك بصوت مرتفع داخل القطار أو فى المحمول «عيب» وقلة أدب.

النظر للآخرين «جريمة»، وتصوير البشر انتهاك للخصوصيات.

دخول القطار بالطابور، والنزول أولا، ثم الصعود.

فى اليابان، ما اجتمع اثنان إلا وكان الأدب ثالثهما، وما اجتمع ثلاثة إلا وكان الطابور رابعهما!

لا علاقة للدولة ولا للحكومة بتنظيم الطابور!

فى اليابان، تتأكد أن الشعوب هى سبب نهضة الأوطان، لا الحكومات، وإلقاء الاتهامات على الدولة والإدارة مجرد «تلاكيك»!

والمترو فى اليابان له زمن تقاطر دقيق، ولكنه مع ذلك لا يتحرك إلا بعد أن يتأكد المفتشون على المحطة من أن الجميع «ركب»، والأبواب أغلقت.

فى أوقات الذروة، يقوم هذا المفتش بمهمة شاقة، وهى «دفس» الركاب إلى داخل القطار باستخدام كلتا يديه، حتى يتسع القطار للجميع.

فالمترو لا يزال هو أفضل وسيلة انتقال فى منطقة طوكيو الكبرى، التى يصل عدد سكانها إلى 36 مليون نسمة.

أقل تذكرة مترو ثمنها 130 ينا، والاشتراكات الشهرية توفر أكثر.

واليابانى «أستاذ» فى التوفير، ويؤمن بحكمة تقول: «لا تتحدى ما يفوق قدراتك»، أى ما يوازى «على قد لحافك مد رجليك» عندنا!

مثلا، المواطن الذى يصل متوسط دخله الشهرى إلى 300 ألف ين تقريبا، ويحتاج إلى دفع مبالغ كبيرة منه للسكن والطاقة، لا يملك سيارة فى الغالب، وقد يحتاج لإنفاق ٢٠ ألف ين ثمن تذكرة قطار «الطلقة» السريع، أو «الشينكنسن»، إذا أراد الانتقال من مدينة إلى أخرى، وهو ما يعنى أنه قد ينفق راتبه بأكمله على «الشينكنسن» إذا أراد السفر مع أفراد أسرته بالطريقة نفسها أربع مرات شهريا، ولكنه فى الغالب لا يفعل، بل يفضل استخدام القطار الـ«إكسبريس» العادى، بتذكرة ثمنها نحو عشرة آلاف ين أو أقل، مع ترك «الشينكنسن» للقادرين ورجال الأعمال.

الفارق أنه فى اليابان، لا سخط، ولا غضب، ولا حديث عن أغنياء و«غلابة» وفوارق، ولا أحد ينظر إلى جيب أحد، فالكل يعيش على قدر ما يملك، وهذه هى سياسة اليابانى فى كيفية الاستفادة من مميزات الرأسمالية، وتجنب عيوبها.

اليابانى «البسيط» موجود، ولكن لديه قدرة فائقة على التأقلم والتعايش و«القناعة»، يساعده فى ذلك ارتفاع مستوى الخدمات العامة بكل تأكيد، وبخاصة المواصلات العامة.

من المشاهد المألوفة فى شوارع المدن اليابانية، أن ترى مسئولا كبيرا أو صاحب شركة لديه ثروة طائلة، أو امرأة جميلة أنيقة ترتدى أحدث الماركات العالمية، على دراجة هوائية.

مسار الدراجات «مقدس»، ولا يزاحمه أحد، وقائد الدراجة يلتزم بإشارات المرور كباقى السيارات.

إشارات المرور نفسها فى اليابان «حكاية».

لا أحد ينظم الإشارات ولا التقاطعات، فاليابانى ليس فى حاجة إلى ذلك.

إشارات المرور تصدر أصواتا أشبه بزقزقة العصافير عند عبور المشاة، وهى خدمة مميزة لذوى الاحتياجات الخاصة، وبخاصة فاقدو البصر.

عبور المشاة إما فوق الخطوط البيضاء عند إشارات المرور الضوئية، أو من خلال كبارى وأنفاق المشاة، علما بأن باقى جوانب الطريق تكون مغلقة بالأسوار الحديدية.

كبارى وأنفاق المشاة بعضها يعمل بالسلالم الكهربائية، والبعض الآخر بالسلالم العادية، ومعظمها متباعد، ولكن لا أحد يعترض، ولا أحد يتذمر، ولا حتى كبار السن وأصحاب الأعذار، فالنظام نظام، وأى خروج عن النظام معناه تهديد سلامة البشر.

يمكن أن تقيم فى اليابان شهورا دون أن تسمع صوت «كلاكس» سيارة واحدا!

الشارع اليابانى كاتم للصوت، باستثناء زقزقة العصافير!

التاكسى فى اليابان باهظ جدا، صحيح أنك تشعر وأنت تستخدمه وكأنك فى طائرة فاخرة، بدليل أن الباب الجانبى لا يفتح ولا يغلق سوى «آليا» عبر زر لدى السائق الذى يرتدى قفازات بيضاء وبدلة كاملة أنيقة، ولكن أقل تكلفة لأى مشوار بالتاكسى فى طوكيو أو أى مدينة أخرى تصل إلى ألف ين.

وقد تندهش إذا علمت بأن الطفرة الحقيقية فى حالة الطرق والمرور والنقل فى اليابان كانت منذ أوليمبياد طوكيو 1964، التى أراد اليابانيون خلالها أن يقولوا للعالم «لقد عدنا» بعد الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية، وكل ما جرى بعد هذا التاريخ مجرد تحسينات على نظام قائم و«شغال» بالفعل، ونشأت أجيال متعاقبة على احترامه.

ما سبق ليس هدفه «التعقيد»، ففى المسألة المرورية، المقارنة حتى مع أمريكا وأوروبا، فى مصلحة اليابان، قولا واحدا!

.. و«لليابان» بقية!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية