تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
دليلك فى «التنسيق»
فى مرحلة «التنسيق»، النصيحة الأولي: ابعد عن «بابا» و«ماما».
احترم عقلياتهم وتفكيرهم، ولكن لا تسمح لأحد أن يقرر لك ولمستقبلك، بمعطيات عصور مضت.
وابتعد أيضا عن نصائح «الصحاب»، فهم بلا خبرة، مثلك.
خذ أنت قرارك، وتحمل مسئولية نفسك.
املأ استمارات التنسيق بمفردك.
استشر من تريد طبعا، فما خاب مَنْ استشار، ولكن لا تركن تماما إلى أى نصيحة، لمجرد أنها من حد كبير، أو لأنها من «خالو» أو «عمو»، أو حتى من «المستر» أو «الميس» فى المدرسة.
اهتم بنصائح من هم فعليا فى «سوق العمل».
إذا أردت «الطب»، اسمع من طبيب، وإذا كنت تحلم بـ«الهندسة»، اسمع من مهندس، وقبل أن تختار «إدارة الأعمال»، أو «تجارة إنجليش»، لمجرد أن فخامة الاسم تكفي، اسمع أولا من «المحاسب»، و«البانكير»، و«بتاع البورصة».
كل منهم سيقدم لك النصيحة الأدق.
مستقبل المهنة، وحاضرها، وحقيقتها على أرض الواقع، ما تحتاجه السوق، وما لا تحتاجه.
تخصصات الطب ليست كلها مطلوبة فى سوق العمل، فهناك «تخمة» فى بعض التخصصات، واحتياج كبير لتخصصات أخري.
تخصصات الهندسة كذلك، «المدني»، غير «العمارة»، غير علوم الكمبيوتر، والأخيرة نفسها، بها ما هو «متخم» تماما، وبها ما هو مطلوب جدا، مثل مجال الأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، التى تحدث عنها الرئيس سابقا.
فى مجال الإعلام مثلا، «انس» مهنة الصحافة بصورتها التقليدية، فالسوق لا تحتمل، وإذا كان لابد من هذا المجال، ركز اتجاهاتك من الآن على تعلم وإجادة فنون ومهارات الإعلام الإلكترونى والتليفزيونى وعالم السوشيال ميديا والبلوجرز واليوتيوبرز والذكاء الاصطناعي.
اجعل احتياجات السوق هى من تحدد اختياراتك أولا، فى حدود مجموعك، وقدراتك.
اختر المجال الذى يمكن أن تتفوق فيه، وتتألق، وتتعملق، لا المجال الذى تكره معه نفسك، أو تصبح فيه موظفا «والسلام».
ابتعد تماما عن المعايير الجغرافية، والمزاجية.
هذه الكلية قريبة من بيتكم، وهذه شكلها «شيك»، وتلك اسمها «روش»، وأخرى لأن بها صديقى «الأنتيم»، وتلك لأن «بنت الجيران» ستكون هناك، إنس كل هذا.
أيضا، بعض الشبان، يفكر فى أنه بمجرد الحصول على الثانوية العامة، أو حتى البكالوريوس أو الليسانس، سيسافر للخارج، وتتهافت عليه دول العالم، ويبتعد أخيرا عن مصر، التى أقنعه عالم السوشيال ميديا بأنها «سجن كبير»، بينما «البيه» فى حقيقة الأمر «ولا حاجة» فى سوق العمل، ولو وقف فى طابور التأشيرات أمام أى سفارة أجنبية، سيختمون على طلبه «مرفوض»، لأنه بالنسبة للدولة الأخري، لا يساوى شيئا!
على مستوى العالم، أكثر التخصصات المطلوبة حاليا هي: تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والأمن السيبراني، والذى منه، وكذلك المجال الطبى والرعاية الصحية والتمريض، والهندسة والبناء والتصميمات، والتسويق الرقمى والإعلانات على الإنترنت، وتخصصات الطاقة المتجددة، والعلوم الفيزيائية والكيميائية، والترجمة، وريادة الأعمال، فضلا عن الفنيين، أو «الصنايعية»، بل وحتى «المزارعين».
ابحث عن الدراسة أو التخصص أو المهنة التى تمنحك قيمة حقيقية، وتجعل الدول والشركات تبحث عنك وأنت فى منزلك.
مبدئيا، لا قيمة لك فى الخارج، إذا لم تكن قد بنيت نفسك جيدا فى الداخل، بالدراسة، وبعض الخبرة، و«بالمناسبة»، لا قيمة لمصرى فى الخارج «لفظ» وطنه، إلا من ارتضى أن يعيش طريدا، ومنبوذا، بل إن لبلدك عليك حقا، عاجلا أو آجلا.
زويل بنى نفسه علميا فى مصر، وأكمل دراسته فى أمريكا، وعندما فاز بنوبل، تفاخر بمصريته، وعاش مصريا، ومات مصريا، وحقق حلم حياته بإنشاء مؤسسة علمية مرموقة.
مجدى يعقوب، حقق ما حققه فى بريطانيا، وعاد ليقدم «عصارة» علمه وخبرته فى مصر.
عمر الشريف رفض «باسبورات» دول العالم، وتمسك بجواز سفره المصري، حتى آخر العمر.
محمد صلاح، علاقته بوطنه، علاقة عشق وغرام و«ولاد أصول» لا يفهم خباياها مرتزقة التجنيس و«مهاويس» أمير القلوب، الذين يرونه بطلا و«سيد الناس»، وهو فى واقع الأمر «ولا حاجة»، مثلهم.
ما لا يعرفه كثيرون، أن مصر مرتبطة الآن باتفاقيات للعمالة الموسمية مع دول أوروبية، بينها اليونان، تبحث عن عمال مهرة، ومزارعين.
وما لا يعرفه كثيرون أيضا، أن سفارات دول كبرى فى مصر، تنظم بين الحين والآخر ملتقيات توظيف بحثا عن المواهب المصرية الشابة، وبعضها لديه مراكز تدريب مهنى لتأهيل شباب مصر لسوق العمل، إدراكا منهم أن نقطة قوة مصر الحقيقية الآن هى مجتمعها «الشاب»، وسط عالم تشكو دوله المتقدمة من تقادم أعمار سكانها ونقص الأيدى العاملة الماهرة.
.. فى التنسيق، كن صاحب قرارك.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية