تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أوليمبياد القلق!

دورة أوليمبية «فقر» من أولها! تشعر وكأنها دورة «ملعونة»، أو «مشيطنة»، أو معمول لها عمل، على شتى المستويات، حتى من قبل أن تبدأ. البداية من عمل تخريبى استهدف منظومة السكك الحديدية ليلة حفل الافتتاح، ثم انقطاع الكهرباء عن باريس بالكامل، ثم هجوم على شبكة الإنترنت الفرنسية كلها.

حفل الافتتاح لم يكن فيه ما يبهر وما يقنع باستثناء ظهور سيلين ديون.

الحفل شهد تخبطا تنظيميا غير مسبوق، فقد هطلت الأمطار بغزارة، ولم يكن ذلك فى الحسبان، فشوهد رؤساء الدول والحكومات وسط الحاضرين وهم يرتدون أكياسا بلاستيكية «بائسة» حتى لا يتعرضوا للبلل، فى منظر لا يليق بدورة أوليمبية.

عرض الافتتاح نفسه، كان «شيطانيا».

بل لو كان «إبليس» نفسه هو مصمم أو مخرج الحفل، لما فعل أكثر من «المساخر» التى شاهدناها.

ازدراء أديان وأخلاق، و«مسيح» يهان، ومشاهد مريبة لعجل ذهبى، وأشباه رجال، ومثليين و«بيدوفيليا»، هكذا «عينى عينك».

مشكلات لا حصر لها من اليوم الأول للدورة.

الكل اشتكى سوء التنظيم والإقامة فى القرية الأوليمبية، وأشياء أخرى.

الرياضيون اشتكوا من تواضع الغرف، وطوابير دورات المياه، وتأخر وسائل الانتقال.

على زين لاعب مصر لليد لخص الأمر بقوله إن تنظيم دورة الألعاب الإفريقية أفضل بكثير من تنظيم أوليمبياد باريس!

العلم الأوليمبى تم رفعه «بالشقلوب» فى ميدان التروكاديرو.

تدريبات السباحة فى مسابقة الترياثلون بنهر السين ألغيت بسبب تلوث النهر.

اسم كوريا الجنوبية ينطق على أنه كوريا الشمالية «خصمها اللدود».

النشيد الوطنى لجنوب السودان «يتم اختصاره» فى مباراة لكرة السلة.مدرب ملاكمة جزر ساموا يتوفى فى القرية الأوليمبية بأزمة قلبية. حتى المسابقات والمنافسات الرياضية نفسها كانت ولا تزال مليئة بـ«العكوسات». نجم التنس الصربى ديوكوفيتش المصنف الثانى عالميا أبدى استياءه الشديد من جدول مسابقة فردى التنس الذى أوقعه فى التصفيات مع لاعب مغمور لم يخض أى مباراة فردى منذ عامين! «مهزلة» تحكيمية وتنظيمية غير مسبوقة فى مباراة الأرجنتين والمغرب لكرة القدم.

شغب جماهيرى، وهدف يلغى بعد ساعتين من نهاية الوقت، ولاعبو الفريقين يعودون لأرض الملعب، بعد أن كانوا قد دخلوا غرف الملابس!

حتى البعثة الأوليمبية المصرية لم تنج من هذه الأجواء «المعفرتة».

أصحاب الميداليات شبه المضمونة غابوا عن باريس، إما للإصابة، أو لظروف غريبة وغير مفهومة.سمر حمزة «مصارعة» فريدة عثمان، «سباحة» «بسنت حميدة» «ألعاب قوى».

فريال أشرف صاحبة ذهبية طوكيو لم تشارك بسبب استبعاد الكاراتيه من المسابقات بقرار عجيب. أبطال مصر فى الاسكواش، الذين كان بإمكانهم حصد ميداليات أوليمبية بالجملة، غابوا أيضا، بسبب الإصرار على استمرار تجاهل اللعبة، مع وعد بأن تضاف إلى جدول الأوليمبياد فى 2028 «وعليكو خير».

«السوشيال ميديا» المصرية كانت فى أسوأ حالاتها خلال الدورة الأوليمبية، و«كرهتنا» فى الدورة كلها بصراحة. «منظرنا يكسف» بحق، ونحن وحدنا، ودون شعوب الأرض، نسخر من أبطالنا، وفرقنا، ونتائجهم، وننشر اليأس والإحباط بتعليقات سخيفة، ونكت «أسخف»، ونكيل الاتهامات للجميع بصورة مستفزة، وكأننا شعب يسمع عن الرياضة لأول مرة، أو يجهل «ألف باء» الألعاب الأوليمبية، فهذا يشارك «بالواسطة»، وهذه ذهبت لـ«الفسحة»، وهذه زاد وزنها لأنها «أكلت بزيادة»، وهذه «تاهت» بقاربها فى سباق التجديف، و«خسارة الفلوس اللى اندفعت»، ونسينا أن مجرد مشاركة الرياضى فى أى دورة أوليمبية وتأهله لها يعد فى حد ذاته بطولة وإنجازا، ونسينا أيضا أن جميع لاعبينا أبطال محليون وقاريون فى الأساس، بل وبعضهم أبطال عالم، وعدد غير قليل منهم صغير السن، ويحتاج إلى إعداد وخبرات واكتساب ثقة، بعيدا عن الضغوط والإهانات. لم يكن أحد يتمنى على الإطلاق أن تصل ضغوط السوشيال ميديا على رياضيينا هناك إلى درجة الخوض بوقاحة فى خصوصيات «يمنى» بطلة الملاكمة، بحجة «الشفافية». لم يكن أحد يتمنى أن يضطر زياد السيسى للبكاء بالدموع على ضياع ميدالية فى السلاح، وهو الذى حل رابعا. لم يكن أحد يتمنى أن تجد «الموهوبة» هنا جودة نفسها مضطرة، وهى فى سن 17 عاما، إلى إصدار بيان اعتذار للشعب المصرى لأنها خسرت مباراة!

فى باريس، 10 آلاف و500 رياضى من كل دول العالم يتنافسون على 306 ميداليات.

أى أن أكثر من عشرة آلاف رياضى سيعودون إلى بلدانهم دون ميداليات، ولن يجدوا «مقصلة» فى انتظارهم. وبشكل عام، تبقى هذه الدورة، الأقل متعة، وجاذبية، والأكثر مشاكل، واستفزازا، و«شيطنة».

ونتمنى أن تنتهى على خير.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية