تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أوروبا تلعب
يورو 2024 .. متعة ما بعدها متعة. واحدة من أقوى بطولات كرة القدم على وجه الأرض، بل وأفضل فنيا، فى رأيى، من المونديال نفسه.
انس همومك، و«الحر»، و«هبدات» المقاطعة و«الشجر»، ومتع نفسك كل مساء مع مباريات البطولة المقامة على أرض ألمانيا على مدى شهر.
أحدث خطط اللعب تخرج من هنا. فى ألمانيا، أفضل اللاعبين والمدربين، وأقوى الحكام، وأرقى تنظيم، وأجمل صيحات التشجيع.
كلهم «كبار»، والمفاجآت واردة، والتاريخ يؤكد ذلك.
البرتغال خطفت اللقب فى 2016 من عقر دار فرنسا.
اليونان فازت به فى 2004 مع مغامر ألمانى اسمه «أوتو ريهاجل» كان مرشحا فى فترة ما لتدريب منتخب مصر، ولكننا صرفنا النظر عنه، لأنه «مش قد كدة»! والدنمارك فازت ببطولة 1992، بعد أن جاءوا بها من على «القهوة»، بدلا من يوجوسلافيا السابقة، لظروف الحرب.
طبعا دول «أوروبا القديمة» مرشحة دائما: ألمانيا صاحبة الأرض، إنجلترا مهد الكرة، إسبانيا «الممتعة»، فرنسا وصيف العالم، ومع ذلك، لا أحد يضمن اللقب، ولا حتى الألمان، ولا أحد عندهم قال إن البطولة يجب أن تكون ألمانية، وألمانيا «مافيش زيها»، وجمهورها «ما ينفعش يروح زعلان».
كل شىء فى يورو 2024 جديد وغريب، ومثير. منتخب ألمانيا يلعب البطولة للمرة الأولى بدون قمصان شركة الملابس الرياضية العالمية الشهيرة التى اعتاد عليها طيلة سبعين عاما، فقد تصرف ببراجماتية، وبعيدا عن الوطنية، واتجه إلى قمصان شركة أمريكية، بموجب عقد مغر ممتد حتى 2027 بضعف عقد الشركة السابقة!. وماليا، هذه هى البطولة الأغلى، فكل منتخب مشارك يفوز بمباراة أو يتأهل للأدوار النهائية سيحصل على جوائز مالية ضخمة، بينما يحصل الفائز باللقب فى النهاية على 8٫5 مليون دولار، وإجمالا، فالمبلغ التقريبى الذى يمكن لمنتخب واحد الحصول عليه فى حالة تحقيق اللقب يزيد على 30 مليون دولار، بجانب الكأس الفاخرة المصنوعة من الفضة.
أما الإيرادات المتوقعة للاقتصاد الألمانى من جراء استضافة هذه البطولة، فتزيد على مليار يورو.
والسياسة أيضا لها مكان فى «يورو 2024»، فستكون البطولة فرصة لتوحد الأوروبيين فى مواجهة الدب الروسى المستبعد بقرار من «الويفا»، بينما تشارك أوكرانيا، كما ستكون البطولة فرصة لتوحد الشعب السلوفاكى وراء منتخب بلاده بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء.
وكرويا، تشهد البطولة ظاهرة فريدة، فمهاجم إسبانيا الموهوب لامين يامال هو أصغر لاعب فى تاريخ البطولة، وعمره أقل من 17 سنة، بينما المدافع البرتغالى «البلطجى» بيبى هو الأكبر، وعمره 41 سنة!
وبشكل عام، فاللاعبون «العواجيز» الذين تقترب أعمارهم من الأربعين، ظاهرة تستحق الدراسة، وتؤكد ارتفاع متوسط أعمار لاعبى الكرة بشكل عام عن ذى قبل، بفضل التطور المذهل فى الطب الرياضى وجراحات الملاعب وخطط الأحمال. والتدريب و«التكتيك» فى يورو 2024 عالم آخر. فلدينا 15 مدرسة تدريبية مختلفة تتصارع مع بعضها البعض، أبرزها «الإيطالية» بخمسة مدربين إيطاليين مع منتخبات تركيا وبلجيكا وسلوفاكيا والمجر، بجانب «الأتزورى» طبعا، وهناك مدرب وحيد من خارج أوروبا، وهو البرازيلى سيلفينيو مع ألبانيا. والنظام والاحترام له مكان فى يورو 2024.
ففى هذه البطولة، يتم تطبيق قوانين جديدة تمنع تماما الحديث مع الحكام ومناقشته فى قراراته، ويقتصر ذلك فقط على كابتن كل فريق، و«من بعيد»، وإلا فالبطاقة الصفراء فى انتظار المخالفين.
ومشاهدة البطولة أمر سهل للغاية، فتنقلات الجماهير من دول أوروبا إلى المدن الألمانية بالقطارات والسيارات وغيرها لا يحتاج لمشقة، بشرط حجز التذاكر مسبقا، بينما ستكون المشاهدة متاحة أيضا فى مناطق مخصصة لذلك بالشوارع والميادين الألمانية عبر شاشات ضخمة، تمولها وترعاها الولايات المحلية، وبعض الشركات، وبعض من هذه الساحات يحظى بإقبال جماهيرى ربما أكثر من الاستادات نفسها، وبخاصة المعالم الشهيرة، مثل بوابة براندبورج فى برلين، والشرطة الألمانية حاضرة بكثافة تحسبا لأى أعمال عنف كروية، أو غير كروية، والقادمون عبر الحدود يتم تفتيشهم ذاتيا، وبدقة.
وبعض الدول الأوروبية، وبخاصة إنجلترا، استبقت البطولة بمنع عدد كبير من مشجعيها المشاغبين من التوجه إلى ألمانيا!. ومع ذلك، لم تجد وزارة الداخلية الألمانية أى حرج من الإعلان قبل البطولة عن أنه مهما يكن الأمن محكما، فإنه لا يمكن استبعاد حدوث هجمات إرهابية بشكل كامل!
ولكن، إلى الآن، الأمور تسير على ما يرام. ولا شعارات سياسية، ولا هتافات ضد أحد، ولا جمهور يشجع «بضهره»، أو يشجع بلدا آخر! الكل يستمتع بأوروبا وهى «تلعب». ونحن أيضا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية