تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المنظار الأسود!
«لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد».
آية عظيمة تسد عين الكون، ومع ذلك «منسية»، ولا يفهم معناها كثيرون.
اشكر الله، تزدد نعمه وفضائله.
وإذا لم تشكر، فقد وضعت نفسك تحت دائرة «الكفر بالنعمة»، وينتظرك عذاب شديد.
قد يكون عذابا فى الآخرة، وقد يكون فى الدنيا نقمة دائمة، وعدم رضا أبدى، وسخطا وحقدا وكرها لما حولك.
لا تحول نفسك إلى ماكينة شكوى وتذمر من كل شىء وأى شىء، حتى لا تصبح مصدر عذاب للآخرين.
لا تظن أن هذه «شطارة» منك أو «نصاحة» لكى تحصل على شىء لم يقسمه الله لك.
فالنقد شىء، وقول الحق شيء، والشكوى الدائمة شىء آخر، فهى أشبه بمرض يصيب الإنسان، وينفر الآخرون منه، من كثرة شكاواه وحكاياته وعرائضه، ويجعله منبوذا مكروها لا يطاق، «كمطلى به القار أجرب».
يا أخى، تشكو كل يوم من «العيشة واللى عايشينها»، وتنسى ما فى يديك من نعم، وأولها نعمة «الصحة».
ملايين غيرك يعانون «بحق»، فمنهم من يوقن أنه قاب قوسين أو أدنى من الموت، ومنهم من يعانى مرضا مزمنا، أو إعاقة، أو يعانى صعوبة فى التنفس، أو فى البلع، أو فى الهضم، ومنهم من لا يستطيع حتى دخول دورة المياه كغيره من البشر.
يا أخى، احمد ربك على «النفس» الذى يروح ويجىء فى حلقك كل لحظة دون ألم أو أنين.
تشكو قلة الراتب أو الأجر، وسوء أحوال العمل، وملايين غيرك لا يجدون عملا ولا راتبا ولا أجرا.
إياك أن تشكو من أنك «تعبان» و«قرفان» فى عملك، و«مش طايق تروح الشغل»، فهناك ملايين غيرك يبحثون ولو عن ربع فرصة عمل كتلك التى بين يديك، ولا يجدون إلا «بطلوع الروح».
زمان، أيام التربية الصحيحة، كانوا يعلمون «ستات البيوت» أبجديات شكر النعم، حتى تصبح البيوت مليئة بالبركة.
حافظى على زوجك وأبنائك، لا تسمعين لغيرك، ولا تنظرين لما فى يد أحد من رزق.
لا تشكين من كثرة «الغسيل» و«المواعين» و«الزبالة»، والأعمال المنزلية التى لا تنتهى، لأنها أشياء تدل على أن البيت «عامر» وملىء بالرزق والخير.
الشكاوى من هذا النوع، تجلب الفقر و«النكد»، وتخرب البيوت.
نعيش فى زمن كثر فيه الشكاءون البكاءون.
تجدهم فى الشارع، والمحلات العامة، وفى وسائل المواصلات، والآن، نشاطهم مكثف جدا عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
الشكوى عندهم صارت «حرفة» و«هواية»، ووسيلة للتنفيس عن أحقاد ونفوس مريضة.
كامل الشناوى يقول: «أنا لا أشكو، ففى الشكوى انحناء، وأنا نبض عروقى كبرياء».
أما هؤلاء، فلا يعرفون الكبرياء، تماما كما لا يعترفون بأن «الصبر مفتاح الفرج»، وأن «القناعة كنز لا يفنى»، وأن «الشكوى لغير الله مذلة»، فقد استلذوا التذمر والاعتراض، بدعوى أنها حرية، وأنهم خبراء، والتركيز على نصف الكوب الفارغ، باعتبار أنها «الرأى الآخر»، والنظر إلى الحياة بمنظار أسود، عملا بنصيحة الأستاذ «أبو الفضل» لابنته «عائشة» فى مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة»، لأن الكآبة منهج حياة!
المتفائل، والصبور، والقنوع، بالنسبة لهؤلاء، إنسان مقموع مقهور، بلا إحساس، وبلا قلب، ولا يعانى أى مشكلات، ولديه ما يكفيه من الصحة والمال والرزق الوفير.
والحقيقة أن الجميع يعانون، والمعاناة واحدة، بل قد تكون أكبر وأشد، ولكنه الفارق بين إنسان فهم معنى الحياة، ويعرف كيف يتعامل مع مشكلاته وأزماته، وإنسان آخر، يتعامل مع ذبابة تطير أمامه على أنها «حرب عالمية»، ومع إشارة مرور حمراء على أنها اعتداء على حريته، ومع زيادة جنيه فى سعر كيلو سكر أو تذكرة مترو على أنها من علامات الساعة!
بعض العارفين بالله يرون كثرة الشكوى للبشر سوء أدب، لأنك بذلك تشكو الله إلى خلق الله، وهو ما يتضح معناه فى قوله تعالى «ولئن كفرتم إن عذابى لشديد».
يا أخى، اشك الظلم كما تريد، وانتقد ما حولك من ظروف وأحوال لا ترضيك كما ترغب، ولكن لا تكفر بالنعمة، ولا تجعل الشكوى وظيفة، ووسيلة للتسول، ولا تنقل عدوى الكآبة إلى غيرك.
ولا تنس وأنت تشكو، أن تحمد الله الذى لا يحمد على مكروه سواه، فلعلك فتحت لنفسك باب الفرج.
وأخيرا ..
اشكروا الله كل يوم على نعمة الوطن والرئيس والجيش والأمن والأمان والرزق والصحة والستر.
اشكروه كثيرا حتى «يزيدنا».
واطردوا من حياتكم كل الشكائين والبكائين، فلا يخشى على بلدنا وحياتنا الآن إلا منهم!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية