تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
السلام مع «أهل الجحيم»!
.. «من الآخر».
لا إسرائيل دولة سلام، ولا نيتانياهو رجل سلام، ولا أعضاء حكومته «بتوع سلام»، ولا من مصلحة أى منهم أن يكون هناك سلام.
نتحدث عن قتلة وسفاحين ومجرمى حرب بشهادة المحكمة الجنائية الدولية، وعن كيان أشبه بتشكيل عصابى، لا يعرف سوى لغة الحرب والبطش وسرقة الأراضى ونهب الثروات
ونتحدث عمن لا عهد لهم، ولا أمان لهم، أمس واليوم وغدا، بحكم التاريخ.
اليوم، وبعد إطلاق نداء السلام من قمة القاهرة العربية، بل ومن قبل أن تعقد القمة بحضور القادة والزعماء العرب، وبقيادة مصرية، أظهرت، وتظهر، إسرائيل، حرصا شديدا على إفشال أى جهود لإحلال السلام ووقف إراقة الدماء فى المنطقة، تماما كما فعلت مرارا من قبل، برفض جميع المبادرات العربية والنداءات الدولية لإحلال سلام عادل وشامل فى المنطقة، يقوم على أساس حل الدولتين اللتين تعيشان فى سلام جنبا إلى جنب.
سلام؟!
أى سلام هذا الذى تصنعه إسرائيل؟!
وأى سلام هذا الذى يمكن أن يصنعه نيتانياهو و«شلة» المتشبثين بالكرسى فى تل أبيب؟!
لا أحد يريد السلام فى حكومة إسرائيل الحالية.
لاحظنا وتابعنا، كيف استبقت إسرائيل قمة القاهرة بتسريب تفاصيل خطتها لإشعال غزة من جديد، وكأن عشرات الآلاف الذين سقطوا ما بين شهداء وجرحى، لم يرووا ظمأ قادة الكيان الصهيونى للدماء.
نيتانياهو وعصابته أطلقا عليها اسم «خطة الجحيم».
وتفاصيل الخطة كما يلى:
أولا: مواصلة الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، أملا فى دفع حماس لقبول تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وتعطيل بدء تنفيذ المرحلة الثانية.
وثانيا: استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق غزة لمنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وثالثا: إخلاء سكان غزة «تانى» ودفعهم للانتقال مجددا من الشمال إلى الجنوب.
ورابعا: قطع الكهرباء عن أهالى غزة، وقطع إمدادات المياه لإجبار الأهالى على التحرك جنوبا من جديد، وبالتالى، نعود كما كنا.
وخامسا وأخيرا، استئناف الحرب بالمعدات والأسلحة التى تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة للإجهاز على من تبقى من حماس والفلسطينيين.
ويسير ذلك كله بالتوازى مع تصعيد حاد فى الانتهاكات الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين فى الضفة الغربية لـ«تطفيشهم» وتهجيرهم، بنفس السيناريو الذى سعت إسرائيل لتنفيذه فى غزة، وفشل، بعد أن تحطم على صخرة الموقف المصرى الصلب ومشهد العودة الملحمى لسكان غزة إلى شمال القطاع.
المبعوث الأمريكى ويتكوف أيضا فى طريقه للمنطقة، وربما تساعد زيارته إسرائيل فى إنقاذ المفاوضات، وربما تأتى الزيارة بنتائج عكسية، لأن إسرائيل ترغب فى فرض شروطها على حماس، ولا تبدى سوى التلاعب والتحايل والمماطلة، وأيضا لأن إسرائيل وأمريكا تتحدثان بلغة واحدة «مرفوضة»، فمقترح ويتكوف يدعو لهدنة فى رمضان وعيد الفصح قبل تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، ليس حبا فى رمضان والفصح بطبيعة الحال، وإنما لفتح الطريق واسعا أمام الاحتلال للتنصل من التزاماته الواردة فى اتفاق غزة، ومواصلة السياسات التعسفية ضد سكان غزة والضفة لأطول وقت ممكن، وزيادة حجم التجويع والمعاناة لسكان غزة بالذات، لإجبارهم على التحرك جنوبا مرة أخرى، ولهذا، كان من الطبيعى أن ترد حماس على مقترح ويتكوف بالرفض، مع المطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذى يعنى فعليا إنهاء الحرب فى قطاع غزة.
ولهذا، كانت الرسائل المصرية واضحة من قبل القمة العربية بالأمس، وهى المطالبة بضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأهمية استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتجنب استخدام «التجويع» كسلاح للضغط. وستواصل مصر بذل قصارى جهدها من أجل إنفاذ المساعدات إلى القطاع بصورة مستدامة، والعمل على تنفيذ مراحل اتفاق غزة، من أجل البدء فى مناقشة عملية إعادة إعمار القطاع بدعم عربى وإقليمى ودولى، وهو ما لا تريده إسرائيل بطبيعة الحال.
فمن الواضح أنها لا تريد سوى الحرب، ولا شىء إلا الحرب. ولا أمل فى إقناعها بأى حل سلمى سوى بأن تمارس عليها ضغوط أمريكية أوروبية على مختلف المستويات، ونتحدث تحديدا وبالأخص عن ضغوط «أمريكية»، من أجل تغيير نهجها. وربما يكون الموقف العربى الموحد بداية الطريق لتحقيق ذلك. وإذا كانت مصر قد نجحت فى دفع دولة الاحتلال إلى هدنة، فإنها قادرة بقوتها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية، على دفع «أهل الجحيم» إلى التوقف عن انتهاكاتهم، ومواصلة تنفيذ بنود الهدنة، حتى يحل السلام بالمنطقة، حتى وإن كانوا لا يريدونه.
وكان الله فى عون مصر وعون الفلسطينيين وعون المنطقة وعون البشرية جمعاء فى ظل وجود هؤلاء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية