تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الاصطفاف الوطنى قمة الديمقراطية
أظهر المصريون «عبقرية» و«جدعنة» و«مرجلة» فى الانتخابات الرئاسية.
إذا لم تكن قد شاركت فى الانتخابات بدون عذر مقبول، «راجع وطنيتك» بسرعة، ولو كنت قاطعت امتعاضا وتأففا وتعاليا، فليس من حقك الحديث فى أى من شئون السياسة والاقتصاد والمجتمع، ولا الحديث عن الديمقراطية، من الآن، ولمدة ست سنوات قادمة.
فارق كبير بين من قاطع، وبين من ذهب للاقتراع، حتى لو أبطل صوته، فالأول لا يقدر الوطن، والثانى مارس حقا ديمقراطيا، واحترم نفسه ووطنه.
قمة الوعى السياسي، مشاركة المصريين بأعداد هائلة فى انتخابات يعرفون المرشح الفائز بها سلفا.
الاصطفاف الوطنى هو قمة الديمقراطية، وليس عيبا ولا حراما كما يدعى أنصار التعددية و«مهاويس» الاختلاف، الذين يفضلونها «حريقة».
سمعنا كثيرا عن التصويت «العقابى»، والآن، نحن أمام تصويت المكافأة، أو «رد الجميل».
انتخابات أجمل ما فيها أن المتنافسين الأربعة تحلوا بالمسئولية فى كل شىء، فى حملاتهم، وفى دعايتهم، وفى تصريحاتهم، وشكرا للأقدار التى طهرت المشهد مبكرا من ذلك المرشح الذى كانت مهمته الأولى إفساد الجو الانتخابى وصناعة مشهد فوضوى.
لجان «الوافدين» أو المغتربين كانت نجم الانتخابات الأول، هي ولجان الأسمرات وقرى «حياة كريمة»، و«طابور» الانتخابات عموما هو أحلى وأسهل وأمتع «طابور» فى الدنيا!
المصرى الذى صوت فى الانتخابات، هو نفس الشخص الذى يعانى مشكلات الدولار والأسعار والكهرباء والبصل والسكر، فالاستقرار والأمان وحماية أرض مصر، واستكمال المشروعات، ومواصلة السياسات الحالية، هى أولوياته، وما عدا ذلك مشكلات وأزمات يجب أن توضع فى حجمها الطبيعى.
الانتخابات وخلاصتها: تفويض شعبى هائل للقيادة المصرية فى قضية غزة، وشهادة ثقة ودعم للقيادة نفسها عن السنوات التى مضت، ودعم لعلاج المشكلات، وتحقيق الأفضل.
«التاتش» المصرى فى الانتخابات، من زغاريد ورقص وأغان وطنية لم يكن منفرا على الإطلاق، بل كان مشهدا احتفاليا بهيجا له دلالاته، ورسائله، ويجب احترامه وتقبله وتفهم أسبابه، والمصرى «كياد» بطبعه!
احذر عموما أن تستفز المصرى، أو تهينه، أو تتطاول عليه، أو تتهمه فى شرفه أو فى قناعاته أو فى وطنيته.
خذها نصيحة أو قاعدة: الإخوان و«الينايرجية» دائما تجدهم فى المكان الخطأ. إذا وجدت نفسك ورأيك وموقفك فى صف واحد معهم، تراجع فورا، وانج بنفسك. معظمهم نخب متعالية، وشخصيات كريهة، ونشطاء فشلوا فى كل شىء. أقاموا «مناحة» و«مندبة» كبيرة عبر السوشيال ميديا، وفى وسائل المواصلات، وأماكن العمل والتجمعات، من أجل دفع المصريين إلى تجنب المشهد الانتخابى ككل.
فى بداية الانتخابات، تحدثوا مسبقا عن رشاوى للناخبين، ولما رأوا إقبالا كبيرا، قالوا إنه حشد بالقوة، ولما تأكدوا من أن الصورة حضارية وراقية، وأن المصريين من كل الفئات والأعمار والمستويات يملأون اللجان، اتهموهم بأنهم «مغيبون»، ولا يستحقون الديمقراطية، وعندما يئسوا تماما، خرجوا عن شعورهم، و«شتموا» الشعب، ولذلك: «نواحهم يطربنا»!
سنوات وهم يتحدثون عن الثورة القادمة، ويطالبون بفتح الميادين، فإذا بملايين المصريين يملأون لجان الاقتراع، ليصوتوا بالثقة فى وطنهم، وفى قيادتهم، بصورة لم تعد تحتمل أى شك أو تأويل.
الإعلام المصرى، كان فى تغطيته للانتخابات «عشرة على عشرة»، ونعمة حقيقية أن يكون إعلامنا «بتاعنا»، وليس فى أيادى آخرين، والشكر واجب لمن كان سببا فى أن يأتى يوم تقسم فيه الفضائيات المصرية شاشاتها إلى مربعات لنقل صور اللجان الانتخابية فى أنحاء الجمهورية، بعد أن كانت هذه الشاشات نفسها تنقسم فى فترة سوداء من عمر الوطن إلى مربعات لتغطية مظاهرات وخناقات واشتباكات. وفى المقابل، تستحق «بى بى سى»، وبجدارة، ومن ورائها طابور طويل من وسائل الإعلام الأجنبية، أن تكون «نكتة» الانتخابات الحقيقية. فقد بثت الشبكة البريطانية «المحتضرة»، تقريرا خبيثا صبيحة اليوم الأول للانتخابات، متوهمة أنها ستغير به مجرى التاريخ، إذ لا يتناول الانتخابات فى حد ذاتها، بل يتحدث عن معاناة بائعة جرائد مصرية بسيطة اسمها «نادية» من الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، شأنها شأن باقى المصريين، دون أن تتوقع الشبكة أنه بعد ساعات قليلة، سيتوجه ملايين المصريين من أمثال «نادية»، ومن هم أسوأ حالا منها، إلى لجان الاقتراع، للانتخاب، والاحتفال، و«كيد الأعادى»، وإخراس الألسنة!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية