تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«يابان مصر»
اليابانى «أخو» الدمياطى، وأقرب شعوب العالم شبها منه!.
أصدقاؤنا اليابانيون اندهشوا عندما علموا بأن هناك محافظة فى مصر يطلق عليها «يابان مصر»!.
ربما لم يصدقوا الأمر، إلا بعد أن شاهدوا وقرأوا كثيرا من المقالات التى تتحدث عن «يابان مصر» التى تنتج وتصدر، ويعمل مواطنها ٢٤ ساعة بالتجارة والصناعة من أجل كسب المال، ومعظم طعامهم من المأكولات البحرية!.
قد تكون هناك أوجه تشابه عديدة بين شخصية وعقلية اليابانى والدمياطى، والأسباب متعددة، ولكن النتيجة واحدة، فاليابانى هو عقل الكرة الأرضية الإلكترونى، بشهادة شعوب العالم، والدمياطى هو الصانع الماهر، والعقلية التجارية، التى أشاد بنجاحها كل رؤساء مصر.
اليابانى يعيش فى طرف العالم، بعيدا منعزلا عن مختلف الدول، ويشعر بأنه شيء مختلف عن باقى دول وشعوب آسيا، ونادرا أن تجد فى اليابان سوى «اليابانى»، فلا قوميات، ولا أعراق، والغرباء قليلون، والدمياطى أيضا يعيش فى منطقة محصورة بين شاطئ المتوسط ومصب النيل، يصعب وصول الغرباء إليها، وهو يفضل العيش داخل «قوقعته»، والزواج وإنجاب الأبناء وتكوين أسرة، وعمل مشروع عائلى، كمعرض موبيليا أو مصنع جبنة، (70% من القوى العاملة الدمياطية تعمل بالأثاث)، بحيث يلتقى صاحب المشروع بالزبائن فى الطابق الأرضى، وتقيم أسرته فى باقى طوابق المبنى، ولا يتناول طعاما، ولا حتى كباية شاى، إلا من «عمايل» البيت، «بالمراسلة».
أيضا، اليابانى يتسم فى حياته بالحرص الشديد، وإنفاق المال على ما يفيده فقط، وهو أفضل مواطن على وجه الأرض يطبق نظرية «على قد لحافك مد رجليك»، بعكس شعوب أخرى تجد فيها من يشكو من الأسعار ومن أنه «بيكح تراب»، وهو لا يستطيع الاستغناء عن الموبايل وباقة النت!.
الدمياطى كذلك، يضرب به المثل فى هذه النقطة تحديدا، لدرجة أن حرصه الشديد هذا فى الإنفاق جعله على مر العصور متهما بـ«البخل»، وهى تهمة ظالمة، لأن الدمياطى، كاليابانى، يستطيع بأمواله أن يعيش ملكا، ولكنه يعرف قيمة المال الذى «تعب» فيه، ولا ينفقه إلا فيما يفيد، أو فى تجارته.
اليابانى لا يملك سيارة فى الغالب، ويفضل استخدام وسائل النقل العامة، وإجازته المفضلة هى السفر إلى مسقط رأسه، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو الأعياد الرسمية مع كبار السن فى عائلته، والدمياطى كذلك حرفيا، و«عشة» الأسرة فى رأس البر خير دليل على ذلك.
واليابانى حريص على شراء أفضل ماركات الملابس، ولكنه يستطيع ارتداء طاقم واحد لفترات طويلة، لأنه «مش غاوى منظرة»، وكذلك الدمياطى، لا يقتنع كثيرا بـ«الفنجرة».
فى اليابان، لا تجد متسولا، ولا تجد «نطعا» يمارس مهنة لا قيمة لها، وفى دمياط كذلك، لا يوجد متسولون، فالدمياطى لا يتسول، ولا يعرف سوى العمل، وإذا جاءه متسول من الخارج، لن يربح جنيها، حتى مطاعم الأكلات السريعة لا تحظى بإقبال الدمياطى، الذى لا يستطيع مفارقة الأكل «البيتى»، خاصة أن الست الدمياطية طباخة «مبدعة»، والرجل الدمياطى يربى أبناءه على أن الأكل «البرانى» عيب، ودليل على قلة تربية!
واليابانى أيضا لا يزال رغم كل موجات الحداثة والتغريب، يعشق المطبخ التقليدى اليابانى المليء بالأكلات اليابانية الأصلية، حتى وإن سافر خارج بلاده، وحتى يومنا هذا، لا يزال اليابانى يفضل تناول الطعام الياباني التقليدي فى المطاعم اليابانية، والجلوس «مربعا» قدميه، على المائدة الخشبية المنخفضة، فى الوقت الذى قد تخلو فيه مطاعم الوجبات السريعة «الأمريكانى» من الزبائن، وحقيبة الأكل «البيتي» لا تفارق يد الموظف الياباني المتجه إلى عمله كل صباح.
اليابانى أيضا لديه «مطبخ» متميز، ومختلف عن باقى مطابخ دول آسيا المجاورة، ولا يتناول إلا المفيد من الأكلات، مثل شوربة البصل والـ«ميزوسوب» و«التمبورا» و«السوشى»، وكذلك المطبخ الدمياطى، الأكثر ثراء وتنوعا فى مصر، وبه السمك والجمبرى مواد خام لعشرات الأصناف التى تؤكل على مدى أيام الأسبوع تقريبا، بينما لا يؤكل «الطبيخ» أو اللحم والدجاج إلا قليلا، وأحلى المأكولات البحرية وأرخصها سعرا موجودة فى اليابان، وفى مصر، لا نظير لمأكولات دمياط البحرية، رغم المنافسة الشرسة من البورسعيدية والإسكندرانية.
ومع ذلك، تبقى العقلية الاقتصادية والقدرة على التدبير والاستغناء هى أكثر ما يجمع اليابانى والدمياطى، تاريخيا، وحاضرا، مع الوضع فى الاعتبار أن اليابانى والدمياطى يفضلان الأنشطة الاقتصادية التى تتم محليا، و«على الأرض»، فخروجهما بالمال إلى مشروعات «خارج الأرض» أمر نادر، ولا تحدث إلا للمصلحة، أو مع «الحبايب»، ومصر بالنسبة لليابان من «الحبايب»، وقريبا دمياط، التى صارت اسما مهما فى عملية نقل الطاقة إلى أوروبا، وما أدراك ما «الطاقة» بالنسبة لليابان الآن.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية