تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«ولا استغلال المحلات»!

التجارة الإلكترونية «اختراع»!

والمواقع والمنصات المتخصصة فى ذلك أكثر من رائعة، وعملية جدا. فلا تعب ولا «لف ولا دوران» على المحلات، ولا زحام، ولا طوابير، ولا مواصلات وبنزين ونقل. كما أن سياسات الاستبدال والاسترداد واضحة. بل إنك كزبون أو «عميل» يمكن أن تعاقب إذا طلبت شيئا و«رجعت فى كلامك».

الإحصائيات تقول إن أرباح التجارة الإلكترونية تقترب من 6.2 تريليون دولار، فى ظل تزايد «موضة» البيع والشراء عبر الإنترنت.

والإحصائيات المحلية تقول إن حجم التجارة الإلكترونية فى السوق المصرية يصل إلى 121 مليار جنيه. ولكن هذا الرقم يشمل الاقتصاد الرسمى فقط، أى مواقع البيع بالتجزئة التى تعمل «فى النور» وتتبع شركات معروفة، ولا تعرض سوى المنتجات الأصلية، و«البراندات»، ولديها سياسة واضحة للدفع والاستبدال والإرجاع.

والرقم طبعا لا يشمل اقتصاد الفيسبوك الأسود، والذى يعتقد بأنه يقدر بمليارات أخرى.

على الفيسبوك، مئات الصفحات المجهولة التى تعرض كل شىء، من الإبرة إلى الصاروخ، وبعض «الممنوعات».

هى أشبه ببائعى الأرصفة والشارع والمترو، وتجار السلع المسروقة والمهربة!

صفحات تقوم بالفعل على نفس فلسفة «بائع الرصيف» الذى يحتل الطريق، ويسرق الكهرباء، ويعرض المسروق والمهرب والمقلد، ويصيح بأعلى صوته «ولا استغلال المحلات».

ولكنك على الفيسبوك، لست فى حاجة إلى رصيف، ولا رخصة، ولا ملف ضريبى، ولا جمارك، فالبائع، أو الصفحة كلها، ليس لها أرض، أو وطن، أو عنوان.

مجرد حساب «شيطانى» تستطيع التواصل معه فقط عند طلب الشراء، و«ابقى قابلنى» لو عرفت تاخد حق أو باطل لو حدثت مشكلة، لأن عملية نقل البضاعة من البائع إلى العميل تتم عن طريق شركة شحن لا دور لها سوى توصيل الطلب.

طبعا، بعض الصفحات تعرض بضاعة لا بأس بها، وبعضها يعترف بكل أمانة بأن البضاعة التى يبيعها مهربة، أو مقلدة، أو مستعملة.

ولكن «إنت وحظك»!

فأحيانا يأتى «بختك» مع صفحة «محترمة»، وتصلك بضاعة كالتى شاهدت لها صورا أو فيديوهات، وأحيانا يصلك شيء آخر.

تجاربى الشخصية مع الشراء عبر الفيسبوك «أليمة» فى معظمها!

أكثر من صديق روى لى «فصولا سخيفة» مع مثل هذه الصفحات. أحدهم طلب شراء معطف شتوى «بالطو» أعجبته صورته على إحدى صفحات الفيسبوك، التى تحمل عبارة «الصمت فى حرم الجمال جمال»، ولا أعرف السبب وراء استخدام هذه العبارة تحديدا!

ولكن، عندما وصل مندوب الشحن لتسليمه «البالطو»، وجده عبارة عن «خيشة»، لا علاقة له بالصور التى شاهدها، فما كان منه إلا أن رفض الاستلام، واضطر آسفا لدفع أجرة الشحن فقط، وفقا لما تنص عليه قوانين هذه الصفحات!

آخر، طلب شراء ماكينة حلاقة، بناء على فيديو منشور على الصفحة يوضح كيف أن مجرد مرور هذه الماكينة على شعر رأسك، يحولها إلى «زيرو» فى ثوان، وعندما استلمها، وجدها لا تعمل، فلا هى تقص، ولا هى تحلق، بل قد تصيبك بجروح دامية، وكأنك تستخدم «سكينا»!

وثالث، طلب شراء عطر رجالى يحمل ماركة عالمية، معروض بثمن بخس، وعندما استلمه، وجد رائحته أشبه بـ«الجاز»، وعندما تواصل مع البائع، قال له ببساطة: «وهل تصدق أن العطر الفلانى يباع بهذا الثمن»؟!

أعرف أن جهاز حماية المستهلك بدأ يتابع هذه الصفحات، ويتدخل وقت الضرورة لحل النزاعات التى قد تنشأ بين بائع ومشتر، على غرار ما يفعله مع عمليات البيع والشراء العادية، ولكن المشكلة أننا نتحدث عن «أشباح»، وكيانات غير موجودة، فهذه الصفحات غالبا «موسمية»، تغير جلدها يوما بعد آخر، فتظهر لأيام لتعرض منتجات مصانع صغيرة، أو بعض محلات التجزئة، ثم تختفى، وبعد أيام، قد تفاجأ بأنها عادت للظهور، بالبضاعة نفسها، أو بغيرها، و«الصمت فى حرم الجمال جمال»، ولكن ربما بمسمى آخر جديد، وكله تحت حماية إدارة الفيسبوك بالطبع، لأنها «إعلانات»، ومرحب بها كثيرا، أى أنك تتعامل مع «أبالسة»!

القاعدة تقول إن «القانون لا يحمى المغفلين».

ومجرد لجوئك إلى صفحة مجهولة على الفيسبوك لشراء سلعة أو منتج، يجعلك من «المغفلين» مقدما. ويبقى أملك الوحيد، هو أن تقع فى أيدى صفحة «بنت حلال»، وأن تعاين البضاعة جيدا قبل الاستلام، وترفض تسلم أى بضاعة غير مطابقة للمواصفات المعروضة على الصفحة، ولكن بعد أن تتحمل أجرة الشحن.

.. «الحمد لله على استغلال المحلات»!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية