تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«حلوها»
لأنه لا يوجد رجل عاقل فى جماعة «الإخوان»، لا فى الداخل، ولا فى الخارج، فلن تسمع أبدا أنهم اتخذوا قرارا مثل هذا، أو حتى فكروا، مجرد التفكير، فيه!
قبل أيام، أصدر حزب العمال الكردستانى «قرارا تاريخيا» شجاعا «بحل نفسه».aهذا الحزب، الذى يمثل الجناح العسكرى للحركة الانفصالية الكردية فى تركيا، ولقى عشرات الآلاف مصرعهم على يديه فى عمليات تفجير واغتيالات وهجمات وعنف طوال العقود الماضية، توصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يعد هناك مفر من رفع الراية البيضاء، معتبرا أن «مهمته انتهت».
الإعلان «التاريخي»، جاء بناء على دعوة تاريخية أيضا، وجهها زعيم الحزب عبد الله أوجلان إلى جماعته من سجنه، فى فبراير الماضي، بإلقاء السلاح، ربما من قبيل اليأس والإحباط، أو سعيا إلى حقن الدماء، ولو متأخرا، أو حتى من باب الاعتراف بالهزيمة والفشل والعزلة، وفقدان الشغف بالقضية ككل، أو ربما بعد إجراء حسابات دقيقة توصلت إلى نتيجة مفادها أن القضية الكردية لم تعد ذات قيمة فى ظل التغيرات الإقليمية الراهنة. فحزب العمال الكردستانى الذى حارب الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضى يعتبر منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، والقضية الكردية أصلا فقدت زخمها كثيرا فى تركيا، بعد التحولات الكبيرة التى حدثت فى العراق وسوريا المجاورتين، بدليل أن نيجرفان بارزانى رئيس إقليم كردستان العراق اعتبر أن حل حزب العمال الكردستانى سيعزز استقرار المنطقة، كما أن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» التركى المؤيد للأكراد، وصف خطوة حل «العمال الكردستاني» بأنها «خطوة مهمة على طريق حل الصراع المستمر منذ عقود».
أوجلان فى نظر الأتراك «قاتل».
وحزب العمال الكردستانى أيضا «تنظيم إرهابي». قضيته عرقية انفصالية فى الأساس.
لم تكن دينية، ولا صراعا على سلطة.
اعتقال أوجلان، فى عام 1999، ووضعه فى السجن حتى يومنا هذا، بعد إدانته بتهمة الخيانة العظمي، كان بداية النهاية، و«القشة» التى قصمت ظهر القضية الكردية كلها.
ولكن دعوة فبراير إلى إنهاء الكفاح المسلح، كانت قرارا حكيما، و«عين العقل»، وإن لم يكن متوقعا على الإطلاق. فلكل قصة نهاية، ولكل حرب أو صراع، فائز ومهزوم.
أما أن يبقى الصراع أبديا هكذا، بلا نهاية، فهذا ما ينافى نواميس الكون.
رسالة الأكراد فى تركيا فى رأيى درس «بليغ» لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن «اتمسح بيها الأرض»، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معان، فى مصر، والأردن، وغيرهما، وثبت كذبها، وخيانتها، وحقارتها، ومع ذلك، ما زالت «تقاوح»، وتعاند، وتكابر.
15 سنة كاملة، و«الإخوان» يتمسحون بـ«الإسلام»، ويتاجرون بـ«المظلومية»، ويحاولون خداع الشعوب، ولم يقتنع بهم أحد، لا خارج الحكم، ولا فى الحكم، ولا وهم يقاتلون ويخربون، ولا وهم يحاولون الآن تقمص دور المعارضة السياسية التى تحرص على مصالح البلاد والعباد!
يدعون الله ولا يستجيب لدعائهم.
طلبوا منه أن يريهم ثأرهم فيمن قتلهم وسجنهم وقمعهم، فإذا به يرينا فيهم آياته، ويعيشون ملعونين مسجونين منبوذين، ويموتون مكروهين مطرودين خائنين، على أرصفة «اللى مشغلينهم»!
لماذا لم يفكر أى من قادة الجماعة فى مصر تحديدا، فى إعلان «النهاية»، على طريقة أوجلان، خاصة أنهم فقدوا كل شيء، بعد حظرهم قانونا، ولفظهم شعبيا؟
لماذا لم يعلن أى منهم «هدنة» أو «صلحا» أو وقفة مع النفس، أو حتى «مراجعة»، كما فعلت الجماعة الإسلامية من قبل؟
لماذا اختاروا مواصلة القتل، والاغتيال، والحرق، والتخريب، ثم الشتم واللعن، ثم الاستقواء بالخارج، ثم الدعاية السوداء، والكذب، والغش، والتدليس، و«لعب العيال»، والعبث بفيديوهات الذكاء الاصطناعي، على منصات السوشيال ميديا؟ أليس منهم رجل رشيد؟
قبل أيام، مات قاض شريف، حكم على بعضهم بما اقترفته أيديهم، فانتشروا على منصات السوشيال ميديا، كالحشرات الزاحفة، لمحاولة إقناع المصريين بأن الرجل فى النار، وأن القتلة والفسدة الذين أصدر ضدهم أحكامه العادلة كانوا «ملائكة يمشون على الأرض».
ولم يصدقهم أحد، كالمعتاد!
إن أفضل قرار يمكن أن تتخذه «الجماعة» فى تاريخها ـ إن كانت لا تزال هناك جماعة ـ هو قرار «الحل»، كما فعل أكراد تركيا.
الاستسلام، كما فعلت اليابان فى الحرب العالمية الثانية، أو إلقاء «الفوطة» كما يفعل الملاكمون.
«حلوا» جماعتكم، يرحمكم الله.
فلم نر منها إلا الخراب، ولم تروا أنتم منها سوى الفشل، ولم نعرف الأيام السوداء إلا على أيديكم، ولن تكونوا «معارضة».
«حلوها»، فلعله يكون القرار الصحيح الوحيد الذى ستتخذونه فى تاريخكم!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية