تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«القاهرة الإخبارية» .. إعلامنا بأيدينا
تعمدت ألا أكتب رأيا عن قناة «القاهرة الإخبارية» طوال الفترة الماضية.
الانطباع الأول يدوم، ولكنه فى النهاية مجرد «انطباع»، ولا يصلح أن يكون رأيا.
كثيرون تحدثوا عن القناة سلبيا أو إيجابيا، دون أن يمر وقت كاف للحكم بشكل جيد على محتواها.
البعض هاجم لمجرد الهجوم، والبعض الآخر لا يعجبه أن يكون لمصر صوت إعلامى حر مستقل.
حديث «الميزانيات» لا يحلو فقط إلا عندما يكون الكلام عن مصر!
حلال على الغير، حرام علينا.
ننبهر و«نطبل» لكل ما يأتى من الخارج، ولكن مع مصر، السكاكين جاهزة.
الأهواء والمصالح الشخصية لا تصنع رأيا موضوعيا.
نظرية «فيها لأخفيها» كانت شعار معظم من انتقدوا هذه القناة منذ يومها الأول، بل من قبل أن تبدأ.
اتفق أو اختلف كما شئت مع «القاهرة الإخبارية»، ولكن ما أراه فى هذه القناة هو «شغل إعلام فاخر» بكل المقاييس، إعلام كما يقول الكتاب.
نشرات إخبارية تستحق أن تنتظرها، مذيعون «مصريون» شكلا ومضمونا، ومعظمهم من الشباب الذى يبعث على البهجة، لغة عربية سليمة، بعيدا عن المنظرة والافتعال، وبدون «لبننة» و«خلجنة» و«مغربة» الحروف، مراسلون من قلب الأحداث فى مختلف عواصم العالم، برامج حوارية هادئة.
انبهرنا سنوات بنماذج رديئة، محليا وعربيا، وها قد حان الوقت لنقول «شكرا»، ولنقدم إعلاما واثقا رصينا يناسبنا، ولنحيى فى ذلك رؤية «المتحدة للخدمات الإعلامية»، فنحن فى زمن يحتاج فيه المواطن المصرى والعربى إلى أداء إعلامى هادئ، ينقل الخبر دون تحريف أو توجيه، ويقدم المعلومة والتحليل بعمق وموضوعية.
أجمل ما فى «القاهرة الإخبارية»، أنها مهنية، هادئة، رصينة، عميقة، والأهم من ذلك أنها مصرية، اسما وهدفا، فأجندتها الوحيدة هى مصر، واهتماماتها فى محيطها العربى والإفريقى، فضلا عن الاهتمام بالقضايا الدولية والإنسانية.
الإعلام الذى درسناه فى الكلية، ومارسناه فى مؤسساتنا الإعلامية العريقة التى صنعت لنا المجد.
الإعلام يا سادة ليس معادلة كيميائية، «أعلَم» «يُعلم» «إعلاما»، على رأى الجماعة اللغويين.
فالإعلام يعنى «الإخبار»، ويعنى الخبر بملحقاته، الخبر السريع، والدقيق، والمصاغ بلغة واضحة وسليمة، والتحليل الموضوعى والدقيق والهادئ لهذا الخبر، وما وراءه.
«زمان» كانوا يعلموننا أن التحليل الإخبارى الناجح هو ما يشرح أسباب ما يحدث، ويستنتج ما هو قادم، بالمعطيات والأرقام.
أما المفاجأة الحقيقية التى لم يتحدث عنها أحد حتى الآن، فهى الموقع الإلكترونى لـ«القاهرة الإخبارية»، الذى يمكن وصفه بأنه «مثالى»، بداية من تصميمه وإخراجه الهادئ، ونهاية بنوع وحجم خطوطه المريح للعين.
باختصار، «القاهرة الإخبارية» إعلام يليق بمصر، وإعلام كانت تستحقه مصر منذ سنوات، ويستحق أن نصبر عليه، أما أن يتحقق الحلم، ويصبح لمصر قناة إخبارية بهذا المستوى، فتجد من يتصيد لها الأخطاء، فهذا ظلم بين، وتربص، و«قلة مهنية» أيضا بالمناسبة، لأن الإعلامى الحقيقى لا يتعرض لأداء زميله، ومطالب أولا بأن يركز فى أدائه هو!
من يعمل فى الإعلام بـ«إيديه وسنانه» يعرف جيدا أنه لا يوجد إعلام بلا أخطاء، أما من لا يعمل، وكل علاقته بالعمل الإعلامى هو الكلام والشكوى، هو فقط من يعشق تصيد الأخطاء وتقييم الغير.
وبالتأكيد، أمور كثيرة ستتحسن مع الوقت، واكتساب الخبرات، وبخاصة عند الأحداث المهمة، فهى التى تصنع فرصا جيدة للإعلام.
«بى بى سى»، أو «العمة بيب» كما يسميها البريطانيون، تألقت إبان الحرب العالمية الثانية.
الـ«سى إن إن» صنعت شهرتها إبان حرب العراق، ومن بعدها «الحرة».
فضائيات عربية «تنجمت» بتأليب الشعوب ودغدغة مشاعرها وتمهيد الأرض لنكبات «الربيع العربى»، والآن، لفظتها الشعوب العربية، ولم تعد لها مصداقية.
يريدون ألا يكون صوت مصر مسموعا، ويتوهمون أن البلد الذى أطلق أول فضائية فى المنطقة ليس من حقه أن يكون إعلامه بيده، وعليه أن يقنع بأن يظل إعلامه يأتيه من الخارج، إلى الأبد!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية