تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > هاني عسل > 2023 .. «قد يكون الغيب حلوا»

2023 .. «قد يكون الغيب حلوا»

نصيحة لوجه الله: لا تقرأ توقعات الفلكيين لعام 2023، وإذا قرأتها لا تصدقها، وإذا قرأتها وصدقتها، حاول أن تنساها سريعا، فالتوقعات لا تسر عدوا ولا حبيبا!

الطبيب والفلكى الفرنسى نوستراداموس يتوقع مبدئيا استمرار حرب أوكرانيا سبعة أشهر أخرى، مع اشتداد القتال بصورة دموية أكثر من ذى قبل، ويتوقع أيضا تفاقم أزمة المناخ بصورة غير متوقعة، وفشل خطة الإنسان لغزو المريخ، وتزايد أعمال العنف والشغب والإضرابات على مستوى دول العالم.

نوستراداموس الذى تحققت 70% من نبوءاته منذ القرن الـ16 وإلى الآن، يتنبأ بأن يكون عام 2023 هو عام ظهور بعض من أكلة لحوم البشر في بعض المناطق!

نبوءات العرافة البلغارية العمياء بابا فانجا التى توفيت عام 1997 ليست أفضل حالا من نوستراداموس!

بابا فانجا التى صدقت معظم تنبؤاتها أيضا، تتوقع أن يشهد عام 2023 وقوع انفجار نووى فى مكان ما على الأرض يتسبب فى عاصفة شمسية آثارها مدمرة وتؤدى إلى تغيير مدار الأرض، وتتوقع أيضا وقوع هجوم فضائى مجهول، يتسبب فى انقطاع الكهرباء والاتصالات عن العالم!

والحقيقة أن بابا فانجا لم تتوقع شيئا إيجابيا لعام 2023، اللهم إلا ما ذكرته تفصيلا عن احتمال تحقيق إنجاز علمى كبير، وهو حدوث «اختراق» فى مسألة التحكم فى الأجنة، يسمح للآباء والأمهات بتحديد مواصفات الجنين مسبقا، بما فى ذلك لون الشعر والعينين، حيث سيصبح فى الإمكان «نمو» المواليد فى معامل، بدلا من انتظار عمليات الولادة، وهو ما سيؤدى أيضا إلى الاستغناء عن عمليات الولادة الطبيعية بالكامل!

ولم تكن توقعات العرافين والفلكيين العرب لعام 2023 أفضل حالا، فبعيدا عن توقعات برج الجدى، والميزان، والعقرب، التى ننساها عادة مع بداية العام، وهذا من فضل الله علينا، هناك من تنبأ بانفراجة كبيرة فيما يتعلق بجائحة كورونا وحرب أوكرانيا وتداعياتهما، على عكس ما ذكره كل من نوستراداموس وبابا فانجا، ولكن هناك منهم أيضا من توقع حدوث سلسلة من الكوارث الطبيعية والفيضانات والحرائق الأخرى خلال العام الجديد!

النبوءات «العربية» تتحدث أيضا عن مشكلات وأزمات جديدة بين بعض الدول، ومن بينها تفاقم مشكلة الهجرة، وتصاعد حدة التغيرات المناخية.

أما نبوءة هبوب عاصفة شمسية فقد وردت أيضا ضمن توقعات عدد من الفلكيين العرب، على غرار ما ذكرته «بابا فانجا»!

والغريب أن أحد هؤلاء الفلكيين تحدث عن «عاصفة من الغبار والأتربة» فى المنطقة العربية تتسبب فى أضرار كثيرة.

وبعيدا عن عالم الفلك والتنجيم وضرب الودع، ننتقل إلى النبوءات القائمة على أسس علمية.

فقد جاءت نبوءات موقع «ناشونال إنتريست» الأمريكى لعام 2023 مستندة على أسس بحثية بحتة، وتحليلات خبراء متخصصين فى التنبؤ بالمخاطر والاتجاهات العالمية يعملون لحساب أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

ومن بين هذه التنبؤات: تفاقم مشكلات الغذاء فى العالم بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وحدوث اضطرابات متزايدة فى سلاسل التوريد، وتزايد حدة أزمة الديون فى دول العالم النامى تحديدا، ونشوب مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، أو بين إيران وإسرائيل، واحتدام أزمة الركود فى أوروبا، وحدوث صدام جديد بين الصين والولايات المتحدة بسبب تايوان، ومخاطر شديدة فى شبه الجزيرة الكورية بسبب اختبار كوريا الشمالية مجموعة صواريخ باليستية جديدة.

وهناك أيضا النبوءات الاقتصادية، مثل خبراء مؤسسة «ساكسو» المالية الذين توقعوا أن يشهد 2023 ارتفاعا فى أسعار الذهب عالميا إلى مستوى ثلاثة آلاف دولار، وتخلى المزيد من دول العالم عن التعامل بالدولار الأمريكى، وفرض حظر على إنتاج اللحوم فى بعض البلدان لأسباب طبية.

وفيما له علاقة أيضا بالاقتصاد، توقع خبراء المؤسسة نفسها دخول العالم حربا باردة جديدة فى ضوء استمرار أزمة أوكرانيا، وتوقعوا أيضا ترشح ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتنظيم استفتاء «عكسي» فى بريطانيا للعودة إلى الاتحاد الأوروبى، واستقالة مفاجئة لماكرون، وبدء إنشاء قوات مسلحة أوروبية، وتخلى الصين تماما عن سياسة «صفر كوفيد»، وأعباء بالغة على الاقتصاد بسبب ارتفاع متوسط عمر الإنسان بمعدل 25 عاما على الأقل!

أم كلثوم غنت للهادى آدم «قد يكون الغيب حلوا .. إنما الحاضر أحلي».

وتنبؤات الفلكيين والمحللين والخبراء للسنة الجديدة التى تبدأ بعد أيام لا ينطبق عليها لا «حلوا» ولا «أحلى»، ولكن ليس أمامنا سوى أن نلقى كل هذا وراء ظهورنا، وننسى، ونبتسم، ونتفاءل، و«نخف شوية» من «تون» الكآبة»، ونؤمن أن ما بنا من نعمة فمن الله، فما قيمة التفاؤل والأمل إذا لم يأتيا في خضم الصعاب والمعاناة؟

فلنستقبل العام الجديد بآمال عريضة وثقة كبيرة، فى أن يكون الغيب حلوا، وأحلى، وأحلى، وأحلى!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية