تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ما تخشاه إسرائيل
لا أخفى استمتاعي بمتابعة ما ينشر أو يذاع في وسائل الإعلام الإسرائيلية عمومًا، وعن مصر على وجه التخصيص. إذ لا تخرج كلمة من مسؤول مصري أيًا كان مستواه، أو تغريدة لإعلامي، أو حتى تعليق لمواطن على منشور إلكتروني، دون أن يمر على مجهر الفحص والتحليل الإسرائيلي. مؤخرًا تصاعد الحديث في دوائر تل أبيب عن المخاوف من انقلاب مصري على اتفاق كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.
تزامن ذلك مع تكثيف الخطاب الإسرائيلي عن تعزيز الجيش المصري وتدريبه، وعلاقاته مع حماس، وسيطرته على المعابر الحدودية. ويبدو أن خلفية هذا الخطاب المتنامي هي الرفض المصري لخطة دونالد ترامب لإخراج الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في الأردن ومصر.
المتابع لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية يلاحظ أنه منذ الإعلان عن خطة ترامب، زادت المنشورات في إسرائيل حول تهديدات مصرية بمهاجمة المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا، إلى جانب تأجيج مشاعر الحرب والترويج للتدريبات العسكرية المصرية.
وخصص أحد المغردين قسمًا كبيرًا من تقريره، لمجموعة متنوعة من الإصدارات التي قدمها مع وثائق سابقة للجيش المصري. في أحد المنشورات، كتب أن "المصريين لا يحبون خطة ترامب، لذا فهم يستعرضون عضلاتهم. بعد السابع من أكتوبر ومع ذكريات حرب يوم الغفران - لا يستحق الأمر الاستخفاف. إن الاتفاق مع مسلم لا يساوي الكثير". وفي تغريدات أخرى نشرها، عرض وثائق من متحف حربي مصري في غرب سيناء، بالقرب من قناة السويس. ويعرض المتحف نفسه أيضًا أشياء تتعلق بإسرائيل، لكن المتحف موجود منذ سنوات عديدة، ولا يشير محتواه إلى أي تغيير في تصور أو سلوك الجيش المصري.
وشاركت صحيفة إسرائيلية في حملة النفخ في الكير بتقرير آخر أثار الدهشة وتردد صداه في موقع إخباري إسرائيلي تناول استعدادات مصر المزعومة لمهاجمة المفاعل في ديمونا. وقالت إن "الجيش المصري نشر وثائق جديدة تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحاكي ضربة على المفاعل النووي في ديمونا".
الحقيقة أنه ورغم نفي صحة هذه المزاعم على يد مشروع بحثي إسرائيلي اسمه "المراسل المزيف"، وتأكيد المشروع على أن مقاطع الفيديو التي انتشرت قديمة وخضعت للتحرير والتزييف، وأنه لا يوجد دليل على أن مصر أو مسؤولين هناك قاموا بتجميعه، بل أنها نشأت على يد مصدر إسرائيلي لترويج الشائعات، وأن الجيش المصري لم ينشر أي وثائق من هذا القبيل، وأن الجزء العلوي من الوثيقة كان قد نشر سابقا في إيران كتهديد لإسرائيل. رغم كل ما سبق فإنهم في إسرائيل لا يستهينون باحتمالات "الانقلاب" على اتفاق السلام.
يدهشك, لا تملك إلا ان تبتسم إزاء هذا الديالوج المتواصل بين تطمينات المؤسسة العسكرية التي تنكر الخدعة المصرية، في مقابل هوس اليقين لدى عامة الإسرائيليين والعديد من المعلقين بترجيح الخدعة وبأن اتفاق1979 يخدع و"يهدئ" إسرائيل، في حين تواصل مصر العمل ضده وغرس الكراهية ضد اليهود.
المؤسسة العسكرية تقول: "هذا لا يأتي من مصر "، و " ليس سرا، أن مصر بالفعل تسلح نفسها بقوة أكبر في السنوات الأخيرة، ربما أكثر من أي جيش عربي في الشرق الأوسط، ولكن هناك مسافة بين هذا والاستعداد للحرب ضد إسرائيل" و"بأن المناورة الكبيرة التي أجراها الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء مؤخرًا، لا تعد انحرافًا عن الملحق العسكري لاتفاقية السلام". لتأتي ردود الفريق الآخر مؤكدة على أن عقدة الخداع الاستراتيجي المصري في 1973 ماثلة في أذهان الإسرائيليين، ورغم تطمينات المؤسسة العسكرية، تأتي التعليقات لتؤكد إنها الطبيعة المصرية تتخذ خطوة واحدة للأمام وخمس للخلف لتنقض عليك كما حدث في حرب يوم الغفران.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية