تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هواء العاصمة يختنق

من يزور القاهرة سيتبين له على الفور حجم تلوث الهواء فى هذه المدينة المليونية التى يتحرك فى أحشائها ما يقترب من ثلاثة ملايين سيارة ملاكى وأجرة وأتوبيس، ويكفى أن يمسح أحدنا وجهه بمنديل بعد الخروج من منزله بساعة، حتى يكتشف ما تعرض له من أتربة وغبار. لكن الأخطر من الأتربة، هى تلك الجسيمات الضارة Pm 2.5 الناتجة عن انبعاثات السيارات بالأساس. وبرغم الحملات التى تعلن عنها وزارة البيئة لفحص عوادم السيارات وأتوبيسات النقل العام، تبقى القاهرة من الأعلى تلوثا على مستوى العالم، ورغم أن مدنا تفوقها فى عدد السكان والمركبات، إلا أنها أقل تلوثا بمراحل، فعاصمة اليابان طوكيو بما يتصل بها من مناطق مأهولة، بعدد سكان يصل لـ40 مليونا، تتراجع-وفقا لأحدث تقرير لموقع IQAir- فيما يخص تركيز تلك الجسيمات لتحتل المرتبة رقم (92)، بينما القاهرة الكبرى (22مليون نسمة) فترتيبها العاشر!.

 

مؤخرا، أعلنت الحكومة عن تعديل نظام نحو 370 أتوبيسا من بين أكثر من ألفى أتوبيس فى القاهرة والإسكندرية، لتعمل بالغاز بدلا من السولار، وهى خطوة جيدة، لكنها لا تغنى عن إجراء الصيانة اللازمة للأتوبيسات التى لا تزال تنفث سمومها على مدار اليوم، خاصة أنه وفقا لوزارة البيئة، تبين أنه من بين 500 أتوبيس تم فحصه، فإن 190 منها لا تنطبق عليه الاشتراطات، بنسبة تقترب من 40%، فما بالنا بأتوبيسات الشركات الخاصة وسيارات الميكروباص، وتلك الأخيرة، تكشف أدخنتها السوداء عن عدم خضوعها لأى فحص بيئي، وهى التى يصل عددها وفقا لمحافظة القاهرة لأكثر من 13 ألف سيارة. الأمر خطير ويستلزم إجراءات جادة فى مسارات مختلفة، لأن فاتورته ستكلف خزانة الدولة الكثير فى علاج قلوب ورئات المصريين.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية