تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تكييف فى المصيف!

تتراص الشاليهات فى صفوف مطلة مباشرة على البحر المتوسط على امتداد ساحلنا الشمالي، لا يفصلها عنه سوى رمال الشاطئ. تيارات الهواء لا تدع شيئا مستقرا فى مكانه، والنسمات عليلة منعشة، فدرجة الحرارة العظمى لا تزيد فى شهر أغسطس الذى يمثل ذروة فصل الصيف، على 30 درجة مئوية. هو إذن موقع ممتاز لمصيف مثالي، لكن يأتى من بعد ذلك أناس - وهم كثر- ليقوموا بفعلة عجيبة غريبة، تحتار فى أمرها العقول، وينفر منها كل محب للطبيعة، وحريص على البيئة.

يقرر هؤلاء بلا سبب مفهوم أن يزودوا شاليهاتهم تلك المطلة على البحر، بمكيفات الهواء، ولا يكتفون بمكيف واحد، وإنما قد يحظى الشاليه الواحد بأكثر من جهاز، ربما بعدد غرفه. وبدلا من أن يستمتع هؤلاء بالهواء الطبيعى النقى والذى من المفترض أنهم جاءوا خصيصا من أجله، نجدهم يغلقون نوافذهم ويجلسون فى هواء صناعى بارد وكأن درجة الحرارة فى الخارج لا تطاق مثلا، بينما تصدر تكييفاتهم تلك أزيزا مزعجا، وكتلة من الهواء الساخن لمن هم فى الخارج. ويستمر إضرارهم بالبيئة ليلا نهارا، فالتكييفات لا تهدأ حتى مع انخفاض درجات الحرارة ليلا. فيتعجب المرء من هؤلاء الذين قطعوا مئات الكيلومترات ليهربوا من حرارة العاصمة وجوها الخانق وتكييفاتها التى لا تخفى أضرارها الصحية، ثم يصرون على قضاء أيام المصيف مع التكييفات أيضا، ربما لا يحق للدولة أن تمنع مواطنا من تركيب جهاز تكييف فى ملكه الخاص، لكن أليس من واجبها أن تحمى ما تبقى من مواقع قليلة مازالت تحتفظ بطبيعتها البكر، وتحول دون فقدان سماتها المناخية والبيئية المميزة؟!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية