تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > هاجر صلاح > بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا!

بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا!

كان هذا هو دائما رد الرافضين للرسالات السماوية، كما ورد على لسانهم فى النص القرآنى، لا يقبلون أن يثنيهم أحد عما توارثوه من عقائد عن أسلافهم، ومصرون بعناد على التمسك بها، فيأتى الرد الإلهى مستنكرا منطقهم المعيب كما فى قوله تعالى: «.. أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير» (لقمان 21)، وفى موضع آخر: «.. أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون» (المائدة 104)، أى أتتبعون آباءكم حتى ولو كانوا بلا علم وسيتسببون فى هلاككم؟!

 

الغريب أننا كثيرا ما نتبع نفس ذلك المنطق المذموم، سواء عند اتخاذ القرارات الحياتية المصيرية، أو فيما يتعلق بأدائنا فى مكان العمل، أو حتى فى طريقة التعامل مع الأبناء، مرددين لأنفسنا أو لغيرنا عبارات محفوظة من نوعية : «طول عمرنا على الحال ده»، أو «ما كل الناس بتعمل كده»، أو «الوضع ده من زمان»، فنجد أمهات ما زلن يمارسن عادة الختان البشعة لبناتهن لأنها متوارثة، رغم كل ما ثبت من أضرارها الطبية والنفسية وتجريمها قانونا، وتجد آباء يكررون كل أخطاء التربية التى عانوا هم أنفسهم تبعاتها النفسية وتأثيراتها على طباعهم وشخصياتهم.

وفى العمل تجد كثيرا من المديرين يرفضون أى اقتراحات لتعديل أو تحسين سير العمل للأفضل، ويقاومونها بمبررات جاهزة، مثل أن التغيير صعب أو أنه غير قابل للتنفيذ أو قد يتطلب وقتا، ويفضلون استمرار النظام القائم رغم سلبياته.

هى ليست دعوة للتمرد أو رفض كل ما هو سائد أو متوارث أو معتاد، بل للتحلى بالشجاعة للمواجهة والمراجعة وإعادة التفكير فيما يتطلب ذلك، وتحضرنى هنا مقولة إنجليزية تقول ما معناه إن الأسماك الميتة فقط هى ما تتحرك مع التيار!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية