تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > هاجر صلاح > «أكل العيش».. و«قطع العيش»!

«أكل العيش».. و«قطع العيش»!

فى وسط الطريق العام تماما، تجد ثلة من الناس يلتفون حول فرشة لبائع متجول، يقلبون فيما يعرض من بضاعة، وتجرى كل عمليات البيع والشراء و«الفرجة» و«الفصال»، وحينما يستنكر أحدهم ما يجرى بسبب تعطل حركة المرور، يواجه بوجوه ممتعضة لا تنطق سوى بجملة واحدة وكأنما تم الاتفاق عليها: (دى ناس غلابة بتاكل عيش)، ثم يتمادى بعضهم فى محاولة للإفحام أو ربما شيطنة من يعترض، فيقول: (مش أحسن ما يروح يسرق؟!).

وهكذا؛ فإما أن يحتل الباعة المتجولون الطريق العام ويعطلوا الراكب والمترجل، أو أن يتجهوا للسرقة، لكن البيع فوق الرصيف مثلا، فهو غير مطروح بالنسبة لهم!

 

التباس آخر يصيب الكثيرين عندما يجد أحدهم أن من وظفه لأداء خدمة ما، كمعاونة فى المنزل أو سائق، لا يقوم بعمله كما ينبغي، ودائم التذرع بكل الحجج للتهرب من أداء واجباته، ورغم تكرار إنذاره وتوجيهه باللين، يصر على ما يفعل، وعندما يقرر صاحب عمله الاستغناء عنه، يواجه بتهمة بغيضة وهى أنه (قطع عيشه)! ويحذره المحيطون بعنف من عاقبة قطع الأرزاق!

رغم أنهم لو فكروا بقليل من المنطق، سينتهون بقلب مطمئن وضمير مرتاح، إلى أنه هو من قطع عيشه بيده، فهو من تهاون وتكاسل وتراخى فى أداء عمله، ولو أن كل من حصل على وظيفة ضمن استمراره فيها أيا كان أداؤه، فلن يبذل أحدهم أدنى مجهود فى عمله .

«أكل العيش» و«قطع العيش»، مجرد (فزاعات) تبيح تعطيل مصالح الناس وتبرر الفوضى وتشرعن الكسل وعدم الإتقان، فتبدو ذرائع للتعاطف والرحمة، لكنها رحمة فى غير موضعها، فلا تخضع عزيزى لما تحمله هذه الفزاعات من ابتزاز نفسي، واحسم أمرك بلا تردد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية