أخيرا بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلى المتواصل الذى تسبّب فى استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطينى وإصابة الآلاف وتدمير آلاف من الممتلكات، والبنية التحتية، وكل مظاهر الحياة، تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تزامنا مع مراسم تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ويعد الاتفاق ترتيبا دبلوماسيا تم التوصل إليه بجهود مصرية أمريكية قطرية. ويمكن القول إنه سيسهم فى عودة الهدوء إلى المنطقة، على الأقل فى المدى القصير ومع ذلك، فإن استمراره يعتمد على التزام إسرائيل بالاتفاق.. ومرحلتيه الثانية والثالثة.

وقد قامت مصر بجهود كبيرة فى التوصل لهذا الاتفاق، ولعبت دورًا مهما فى دعم الفلسطينيين وحماية أراضيهم فى قطاع غزة، وإفساد مخطط تهجيرهم القسرى إلى سيناء.

هذا الاتفاق يضمن انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للفلسطينيين، وستقوم مصر بإرسال مئات الشاحنات الإنسانية الغذائية والطبية وغيرهما عبر معبر رفح, وأيضا عبر مطار العريش لتقاطر المساعدات العربية والدولية لقطاع غزة للوقوف بجانبهم ومساندتهم فى مواجهة مصاعب الحياة اليومية، فقد عانوا كثيرا ويعيشون فى ظروف غير آدمية تهدد حياتهم.

ولاشك فى ان مصر ستشارك حتما فى إعادة الإعمار للمنازل والبنية التحتية وعودة الحياة للقطاع الذى دمر تماما.. ونأمل ان تشهد الفترة المقبلة انفراجة حقيقية لإنهاء هذه القضية العالقة والتى لن تموت بفضل صمود الشعب الفلسطينى الشقيق.