تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«انصبوا المشانق للكابتن محمد صلاح»!!
تكرر فشل محاولاتى الهروب من كل ما له علاقة بالسياسة, على مدى عشرات السنوات.. فقد تأكدت – دون أدنى شك – أن حياتي, ومعى الملايين مركز دائرتها هو السياسة.. فلو أننى شكوت من ارتفاع الأسعار, سأجد نفسى متحدثا فى السياسة.. ولو أننى تناولت أمرا له علاقة بالرياضة بصفة عامة, أو كرة القدم على وجه الخصوص.. سأكتشف أننى أقف على أرض السياسة.. حتى الحديث عن الفن وشئونه, سأجد أن السياسة تدس أنفها فى قلب الموضوع.. بداية من تدهور مستوى الأغنية, مرورا بأفلام السينما ومسلسلات الدراما.. ثم تأكدت أن تدهور الأحوال الاجتماعية وتطورها, له صلة بالسياسة.. ويستطيع أى متابع بقليل من الاهتمام لأخبار الحوادث.. إدراك أن بعض حوادث النصب والاحتيال, وحتى شئون الأسرة وقضاياها المنظورة أمام المحاكم.. تكشف أن السياسة تلعب دورا مهما فى أسبابها ونتائجها!.
تابعت على مدى أيام قليلة مضت, حالة الصراخ والعويل والتشنج من جانب الجمهور.. بسبب نتائج مباريات منتخب مصر فى بطولة «كأس العرب».. وفزعت لأن «النقاد الرياضيين» يمارسون أمام الكاميرات أو فيما يكتبون سلوك الجماهير الغاضبة!! رأيت أحدهم على شاشة عربية, يمارس «حرية الصراخ» ويزايد فى «غضبه» حتى خلال إجرائه حوارا مع مصدره.. والمثير أن هذا المذيع يجرى تصنيفه على أنه «نجم» مع آخرين ينافسون «حمو بيكا» و»شاكوش» فى نجوميتهم الزائفة.. وتأخذنى ذاكرتى إلى أساتذة تعلمت منهم, كانوا يمارسون النقد بهدوء ورصانة شديدين.. هنا أذكر أن الأستاذ «نجيب المستكاوي» غضب بشدة على مستوى منتخب مصر, بعد مباراة له مع منتخب «مالاوي», فكتب مقالا على صفحات «الأهرام» وكان عنوانه «حديث الرياضة» من أربع كلمات فقط.. كان نص المقال: «حتى مالاوي.. أما بلاوي»!! ثم توقيعه باسمه!!. أذكر ذلك لأكشف سر دهشتى تجاه «لطم الخدود.. وشق الجيوب» بعد هزيمة منكرة أمام منتخب الأردن, وسبقها تعادلان بطعم الإهانة.. ربما لإدراكى مسبقا أن أى نتائج غير التى حدثت تمثل مفاجأة تستحق التوقف أمامها.. أما الصورة «الهزيلة» التى ظهر عليها «منتخب مصر» والفضيحة التى لا يكترث لها اتحاد كرة القدم, إضافة إلى تصريحات «أشرف صبحي» وزير الشباب والرياضة.. ليست أكثر من تكرار لما سبق أن حدث قبل ذلك كثيرا!.
التزم اتحاد كرة القدم «الصمت» لإدراك القائمين على شئونه, أن الغضب والصراخ سيتلاشى بعد أيام.. وإذا كان الجهاز الفنى قد حاول تبرير فشله, فهذا يرجع إلى أن المسئول عنه يعلم أن كلامه هو تشويش ضرورى لإخفاء الحقيقة.. لكن أن يحاول وزير الشباب والرياضة, أشرف صبحي, التقليل من حجم «الفضيحة» بالقفز للأمام.. فهذا ما يجب ألا يمر مرور الكرام.
فهذا الوزير نفسه سبق أن قلل من «كارثة» هروب أبطال فى رياضات مختلفة، وحصولهم على جنسيات أخري.. والوزير نفسه, أشرف صبحي, تعامل مع جرائم انتهت بموت رياضيين فى ملاعب خلال مناسبات مختلفة.. على أنها مجرد حوادث يمكن تجاوزها, بنشر صورته باديا عليه الحزن مع أهل الرياضى الذى رحل بسبب الإهمال.
ما حدث فى «قطر» لمنتخب مصر هو نتيجة حتمية لمقدمات واضحة.. وما سيحدث لمنتخب مصر فى «كأس الأمم الإفريقية» التى نترقبها فى المغرب, معلوم بالضرورة ثم يقوم كل هؤلاء بادعاء أن السبب هو «محمد صلاح» لنعاقب أكثرنا إبداعا وإنجازا وإخلاصا.. كما تعودنا على مدى عقود, دون تعلم الدروس.. وقتها لن يهم الجهاز الفنى ولا اتحاد الكرة أو وزير الشباب والرياضة, اسم وتاريخ وجهد «محمد صلاح» بقدر ما سيهمهم إدانته وتحميله مسئولية أى إخفاق قادم!!. هنا أتذكر مرحلة من مشوارى الصحفي, عملت خلالها محررا رياضيا، وكلفنى الأستاذ «إسماعيل البقري» رئيس القسم الرياضى بالأهرام – آنذاك – بكتابة تقديم لمباراة منتخب الشباب أمام منتخب نيجيريا.. وذهبت لمتابعة تدريب الفريق الضيف, والتقيت الكابتن «سيد الطباخ» الذى كان مديرا فنيا لمنتخب مصر.. صعدنا المدرجات لمشاهدة التدريب.. وقبل نهايته فوجئت بأن «الكابتن سيد» يضرب كفا بكف, قائلا: «مطلوب منى أن أنافس هؤلاء وأهزمهم.. كيف؟ّ» وكتبت تقديما للمباراة بعنوان: «اليوم.. صراع الوزن الثقيل مع وزن الريشة» كنت أقصد بالوزن الثقيل منتخب نيجيريا.. أما وزن الريشة, فهو منتخب مصر.. ونالنى بعد النشر ما نالنى من اتهامات, وصلت إلى حد «التخوين».. وانتهت المباراة بهزيمة ثقيلة بأربعة أهداف نظيفة مع «الرأفة»!.
اعتقدت أنه لا أمل فى إصلاح أحوال الرياضة, فغادرت ساحتها غير آسف.. وأتابع «حفلات الصراخ»عقب كل هزيمة ثقيلة.. كما أتابع «سهرات التربح» بعد كل انتصار وهمي.. لدرجة أننا فى مصر تفردنا بنيل درجة «صفر المونديال» وكان مثيرا أننا حصلنا عليها على يد أستاذ «العلوم السياسية» على الدين هلال, لأنه اختار – وقتها – المشاركة فى «حلقات الدروشة» التى أدمنتها الاتحادات الرياضية وأغلبية الزملاء الذين يمارسون «النكد الرياضي» ولا مانع عندهم من إقامة «حفلات الأفراح الوهمية» حتى أصبحت إدمانا.. لذلك أدعوكم إلى نصب «المشانق لنجم نجوم مصر والعالم «محمد صلاح» عندما يقع ما نعرفه جميعا فى كأس الأمم الإفريقية بالمغرب.. ولا عزاء لأصحاب العقول!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية