تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > نشأت الديهي > قراءة في «المحنة الفارسية»

قراءة في «المحنة الفارسية»

في تقديري أن سقوط المروحية الإيرانية وعلى متنها الرئيس الإيراني ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومجموعة من كبار المسئولين ومصرعهم جميعا في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد ليست هي قمة الأزمة التي تمر بها بلاد فارس!

 بيد أن موت الرئيس هو بداية أزمة كبيرة ستتعرض لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يحكمها نظام الملالي منذ ثورتهم في عام 1979، ودون الدخول في تفاصيل نسبق بها الأحداث الدرامية المنتظرة والمتوقعة،

فإن ما يجري في ايران لا يخص فقط ايران بل سيؤثر علي المنطقة بأسرها في ظل المعطيات التالية:

وجود صراع بين النظام الحاكم في ايران ودولة الاحتلال الاسرائيلي تصاعد على خلفية حادث قصف القنصلية الإيرانية في دمشق وما تلاه من ردود افعال من الطرفين - وجود أذرع إيرانية متجذرة في سوريا والعراق واليمن ولبنان تؤثر تلك الأذرع علي القرار السياسي في تلك الدول من خلال التوجهات والمصالح الإيرانية

- هناك توتر دائم بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من ناحية وبين النظام الحاكم في ايران بسبب البرنامج النووي الإيراني والتمدد الإيراني في منطقة الخليج التي تمثل موردا أساسياً للنفط والغاز المتجه إلى الدول الغربية. 

هناك تحالف إيراني روسي صيني بدأ يتشكل بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية

- هذه بعض المعطيات الثابتة والتي يمكن أن نقرأ من خلالها تفاعلات الأزمة الإيرانية واليوم يمكن أيضا النقاط مجموعة من الأمور يجب أن تكون حاضرة في المشهد أثناء قراءته المتأنية

- هناك جدل حول خلافة المرشد العام للثورة الإيرانية وهو اعلي سلطة في البلاد وكان الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي أحد الأسماء المطروحة بالإضافة إلي مشتهي خامنئي نجل المرشد الحالي

- دور للحرس الثوري في هذا الجدل مازال يحتاج قراءة واقعية وموثقة وليست إفادات إعلامية

- هناك نقاش حول مدى تعميق أو تسطيح العلاقات الإيرانية مع الصين ولكل مسار مؤيدون ومعارضون، فالرئيس الراحل كان من أنصار عدم تسريع وتيرة الانغماس في مشروع الحزام والطريق كل هذه العوامل لابد وأن تكون حاضرة.

علي الجانب الآخر هناك من يشير إلى تورط اسرائيل والموساد الذي ينشط في منطقة الحدود الإيرانية الأذرية الأرمينية في استهداف طائرة الرئيس الإيراني لكن إسرائيل نفت اي صلة بينها وبين الحادث، وهناك من يلمح إلي أن الحادث يقف وراءه الحرس الثوري، لكن هذا الطرح غير وارد نظرا للوحدة العضوية العقيدية التي تجمع كل الأطياف رغم خلافاتها الظاهرة،

ويبقي أن المنطق يقودنا الي ان الحادث نتيجة خلل في الطائرة وسط جغرافية ذات تضاريس صعبة وحالة الطقس المعاكسة التي شاهدناها أثناء البحث عن حطام الطائرة هو سيد الموقف، وهنا لابد وان نشير إلي أن العقوبات الاقتصادية المفروضة علي إيران من الغرب حرمت إيران الغنية من امتلاك أسطول جوي حديث كما حرمت ایران من قطع الغيار والصيانة المطلوبة في أوقاتها يكفي أن نعرف ان طائرة الرئيس الإيراني عمرها 45 عاماً!

وكشف الحادث عن دور المسيرات واهميتها القصوي في الحروب الحديثة حيث استطاعت تركيا ان تسجل هدفا وسط الكتل الضبابية من خلال المسيرة التركية التي قيل أنها هي التي توصلت إلي مكان الحادث وقامت برسم علم تركيا المكون من الهلال والنجمة لتكون افضل تسويق للمسيرات التركية امام العالم، رغم إعلان المسئولين الإيرانيين أن المسيرات الإيرانية هي التي توصلت الي مكان الحادث مع توجيه الشكر لتركيا وروسيا وباقي الدول التي ساهمت في البحث والإنقاذ.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية