تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صحوة جيلية
فى وقت شديد الدقة وظروف غاية فى التعقيد ومحيط اقليمى مشتعل، تجرى الانتخابات الرئاسية المصرية والتى ترسم نتائجها ملامح السنوات الست المقبلة حتى 2030، فهل سيكون شكل ونتيجة الانتخابات المصرية أحد محددات المستقبل؟ هل ترتبط الانتخابات ومخرجاتها بجملة التحديات وحزمة المؤامرات الجارية على قدم وساق؟ كيف ينظر العالم إلى مصر قبل وبعد الانتخابات؟
بيد أن الاجابات المجردة على هذه الاسئلة والتساؤلات ستقودنا حتما إلى صورة المستقبل القريب، وبنظرة فاحصة وعميقة لشكل الانتخابات فى اليوم الاول .. يمكننا التأكيد على الملاحظات التالية:
الأولي: هناك حالة استنفار جمعية للمشاركة فى الانتخابات،
الثانية: ظهور ما يمكن تسميته «صحوة جيلية» فنسبة حضور واهتمام الشباب هى سمة هذه الانتخابات،
الثالثة: ما زالت المرأة هى العقل المدبر لشئون المجتمع وهى الشريك الرئيسى فى كل الفعاليات الوطنية،
الرابعة: هناك حالة وفاء وامتنان من قطاعات عريضة فى المجتمع أمام ما قدمته الدولة لهم خلال الفترات الماضية منها سكان العشوائيات سابقا وذوو الاحتياجات الخاصة ومستفيدو مشروعات الحماية الاجتماعية وغيرها،
الخامسة: هناك دور غير مسبوق لمنظمات المجتمع المدنى فى المشاركة الانتخابية، بيد أن المتغير الاساسى فى هذه الانتخابات والذى أكاد أراه رأى العين هو «الحوار الوطني» الذى كان له الفضل الأساسى فى امتداد مظلة التوافق الوطنى وخلق المساحات المشتركة واكتشاف كل التيارات لإمكانيات بعضها بعضا وكذلك الإمكانيات التشاركية،
لذلك اختفت حركات مقاطعة الانتخابات التى كان يحمل لواءها البعض فيما مضى وكذلك اختفت المزايدات الرخيصة أو قلت حدتها إلى حد كبير،
لقد خلق الحوار الوطنى حالة جديدة للعمل السياسى والحزبى يمكن أن يبنى عليها خلال المستقبل القريب، ومن مشاهدات تحركات المرشحين وتصريحاتهم أرصد جدية حقيقية ورغبة تصاحبها قدرة على الاستمرار فى العمل فى الشارع وسط الجماهير استعدادا للانتخابات النيابية القادمة وهذه ستكون عتبة سياسية للانتخابات الرئاسية بعد ست سنوات،
مصر التى عرفت الانتخابات منذ قرن من الزمان وكانت انتخابات 1923 التى فاز فيها حزب الوفد على رئيس الحكومة وقتها بمثابة اكتشاف لهوية وحضارة وتحضر ووعى المصريين، وها هى الانتخابات الحالية تعكس مكنوناً حضارياً وموروثاً انسانياً لا يظهر على حقيقته الا وقت الشدة، ونحن فى وقت يمكن ان نسميه «أشد الشدائد».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية