تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > نشأت الديهي > جابرييل فهرنهايت و الذين معه

جابرييل فهرنهايت و الذين معه

لم يكن يعلم هذا الصبي الذي مات أبواه نتيجة التسمم بفطر وهو في سن الخامسة عشرة وكان أكبر إخوته الخمسة أنه سيخلد اسمه واسم عائلته من خلال اختراعه لمقياس الحرارة الذي حمل اسمه مقياس فهرنهايت» والذي وصل إلى تمام انجازه في عام 1715 ، حيث اعتبر ان درجة تجمد الماء هي 32 بينما درجة غليانه هى 212 ودرجة حرارة جسم الإنسان 96 !

لم يبدأ فهرنهايت من الصفر بل استفاد من تجارب جاليليو الأولية الذي اخترع ميزان الحرارة ثم طور تجارب العالم الدانماركي اوليه رومر وتوصل في النهاية إلى اول مقياس زئبقى للحرارة في عام 1714 ، حيث وضع فهرنهايت الزئبق في أنبوب مغلق ومدرج بمقايس مميزة ، فكان الزئبق يتحرك ارتفاعا وانخفاضا مع درجات الحرارة المختلفة وكان هذا أول مقياس حرارة معتمد ومعروف في العالم وفقا لـ الجمعية الملكية البريطانية.

ولم يكن يعلم كذلك ان عالما سويديا سيأتي لاحقا ليغير من نظريته وهو العالم والفيزيائي أندرس سلسيوس والذي اعتبر أن درجة انصهار الجليد تحت الضغط العيارى هى الصفر ، ودرجة غليان الماء تحت الضغط العيارى هي 100 ، وكان أولوف بيكمان عالم الفيزياء السويدي قد كتب يقول عنه يجب الاعتراف بأن أندرس سيلزيوس هو أول من أجرى ونشر تجارب دقيقة تهدف إلى تعريف مقياس درجة حرارة دولي على أسس علمية» في البداية أطلق سلزيوس على مقياسه ( درجة مئوية ) ، وذلك لأن هناك مئة نقطة بين الماء المتجمد والغليان، وهنا نجد ان الفرق بين نقطتي التجمد والغليان 180 نقطة عند فهرنهايت و 100 نقطة عند سيلزيوس اى ان كل درجة مئوية تساوى 1.8 عند فهرنهايت لكن عند الوصول لسالب 40 درجة يتساوى المقياسين، ثم جاء عالم الرياضيات البريطاني الشهير وليام طومسون المعروف باللورد كلفن في عام 1848 ليتوصل إلى ما اسماه العلماء ( الصفر المطلق ) وهو مقياس جديد تماما يعتمد على الخصائص الفيزيائية للأشياء من خلال درجة الحرارة المطلقة،

إذن نحن أمام ثلاثة مقاييس مختلفة تماما من حيث الفكرة والتجربة والاستخدام والمدلول ولم يكن يدرى هؤلاء العلماء الأجلاء ان الكرة الأرضية ستتعرض لما تتعرض له الآن من احترار غير مسبوق وتغيرات حادة وعنيفة لم يتوقعها أحد منهم على الإطلاق، بيد أننا على اعتاب مرحلة خطيرة وربما نعيش داخل مربع الخطر نفسه ولا ندري.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية